د.وليد العريض يكتب: حين تعانق عجلون الجليل...ويشتعل قلبها في جبل النار

{title}
نبأ الأردن -

لوحة المهندس الفنان محمد الدغليس

في زمن يشتدّ فيه الوجع غربًا وتبحث الأرواح عن ملاذٍ هادئ جاءت هذه الكلمات من شرفةٍ تطلّ على عجلون... حيث سكنت الروح واشتاقت الذاكرة إلى جبل النار و الجليل. هي رسالة حبّ وسلام عناقٌ رمزيّ بين جبلين وحنينٌ لأرضٍ تُحبّ أهلها رغم الجراح.

"حين تعانق عجلون الجليل ويشتغل قلبها في جبل النار"

من شرفةٍ في عجلون
حيث تتهادى التلال كأغنية حبٍّ قديمة
ويهمس الصنوبر للعابرين:
توقّفوا هنا تبدأ الراحة وتنتهي الحاجة إلى الركض.
جلستُ وكأنني أعود إلى ذاتي بعد غياب
أرتشف القهوة في صمتٍ
يشبه دعاءً خرج من القلب دون أن يُقال
وأشعر أن كل ما حولي
ينتمي لي كما أنني أنتمي له.
لكن غرب هذه الجبال
هناك قلبٌ آخر يخفق
وطنٌ يئن في صمت
مسجدٌ يصرخ بنداء الفجر
وكنيسةٌ تقرع أجراسها بالبكاء
جبال الجليل و القدس و سلفيت و نابلس…
كلها تفتح ذراعيها لعناق عجلون
كأن الشرق يعانق الغرب
كأن الجرح يطلب بلسمه من حضن الأشجار.
عجلون
أنتِ لستِ مجرّد نُزهةٍ في الربيع
ولا فصلاً من ذاكرة الزوّار.
أنتِ سندُ الروح إذا تعبت
ويدُ الجبل إذا اشتاقت للثبات
وبسمةُ الطبيعة حين تُحبّ من يراها بعين القلب.
وفي الجليل  وجبل النار
تقاوم التلال بعناد العاشقين
تشمّ ترابها وتقول:
إن لي شقيقةً هناك... بين الزنابق والبلوط
إن لي دفئًا اسمه عجلون.
فهل سمعتم عن عشقٍ كهذا؟
عشقٌ لا تقطعه الحواجز
ولا تفرّقه الجراح
بل ينمو بين قهوةٍ تُرتشف في الشمال
ودمعةٍ تُمسح في الجنوب
بين دعاءٍ من أمٍّ عجليونية
ونشيدٍ من طفلٍ جليليٍّ ينظر نحو الأفق ويقول:
أمي هناك بلاد تشبهنا... فلِمَ لا نكون معًا؟
يا عجلون يا راحة القلب
ويا جليل يا عناد الأرض
في عناقكما
تُولد فلسطين من جديد
وتكتب الطبيعة نشيدًا لا يُنسى.
30-5-2025
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير