د.وليد العريض يكتب: حين صار الثعلب معلمًا للأخلاق!

{title}
نبأ الأردن -
في أقصى الغابة حيث كانت الحيوانات تعيش ذات زمنٍ في نظام بديع اجتمع مجلس الحكماء ذات مساءٍ عاصف بعد أن كثرت الفوضى وتحوّلت الغابة إلى سوقٍ صاخب من الأكاذيب والحسد والنفاق.
نهض الثعلب وتربع فوق حجر مرتفع وقال بصوته المخادع: يا أهل الغابة لقد تعبنا من الصدق ومن الوفاء ومن أولئك الحمقى الذين يضيعون وقتهم في الحياء. آن الأوان لنُعيد تعريف الفضائل!
صفق له القرد وهزّ الذئب ذيله طربًا أما البومة فخفضت جفنها بأسى.
قال الثعلب وهو يلوح بذيله كالمعلم: لا يحقد إلا الفاهم! لا يحسد إلا الطموح! لا يغتاب إلا الذكي! لا ينافق إلا المتأقلم! لا يثرثر إلا المثقف! ولا يكذب إلا القوي!
ضحك الحمار حتى سقط على جنبه وقال: أخيرًا فهمت لماذا لا يحبني أحد، لأني صادق!
وانطلقت النسور في نشر خطبة الثعلب عبر الأغصان، وصدّقها العصفور المغرد ورددها الببغاء بصوتٍ جهير:
وداعًا للأخلاق القديمة عاش النفاق النبيل!
صارت الغابة صاخبة الحقد يلمع في عيون البوم والحسد يقطر من أنياب الضباع والغزلان تُطارد بتهمة البراءة والفيلة تُصمت لأن حكمتها غير عصرية.
أما الأسد ملك الغابة فكان نائمًا يغطّ في سباتٍ عميق تاركًا الغابة تُدار من قِبل ثعلب وقطيع ضباع.
وبينما غرقت الغابة في الكذب والثرثرة همست السلحفاة للبومة: منذ متى صار العفن يُقدَّم على أنه عطر؟
أجابت البومة بحزن: منذ أن سُحبت القيم من الجذور وزُرعت مكانها شهرة في الفراغ...
28-5-2025
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير