د.وليد العريض يكتب: ركن الغابة 3 ..صالة الانتظار الكبرى

{title}
نبأ الأردن -
في أقصى الغابة بعيدًا عن أنياب الأسد وخطب البوم الجليل، كان هناك مأوى صغير يعرفه الجميع باسم صالة الانتظار الكبرى. لم يكن مكانًا مريحًا، لكنه ظل مزدحمًا كأن الغابة كلها تنتظر شيئًا ما لا يُعرف كنهه.
كل صباح كان ثعلبٌ هرم يأتي يجلس على جذع شجرة عند المدخل و
 يحتسي شرابه المُرّ، ويردد كمن يُطمئن نفسه:
الضوء يلوح... الضوء يلوح...
ثم ينظر للبعيد ويضيف:
"صبرًا... فالنهار لا بد آتٍ.
كانت القرود تبتسم في خبث و النعاج تتهامس بخشوع والغربان تضحك بصوتٍ خفيض والضباع تتأمل بلا مبالاة. الجميع جلس هناك يشربون الصبر، ويتنفسون الانتظار.
مرت الفصول ومرت معها شعارات: العهد الجديد، ميثاق الغابة الواحدة، موسم الزهور، صوتك يُغيّر... لكن لا شيء تغيّر إلا ديكور القاعة وألوان اللافتات ومذاق الشراب.
وذات صباح دخل الثعلب متألقًا على غير عادته وصرخ:
انقشع الضباب... وارتفعت الشمس!

اجتمعت حوله الحيوانات بلهفة سألته البومة بحذر:
هل فُتح النهر للقنادس؟ هل حطّ الحمام في الأغصان الجافة؟ هل عادت الشجرة الأم تورق؟

ابتسم الثعلب في مكرٍ وقال:
كلا لكن الذئب تزوج من نعجة والراكون صار ناطقًا باسم مجلس الحكماء والكلب القديم أصبح مدير الحراسة... أليست هذه شمسًا... وأكثر؟!

ساد صمتٌ ثقيل. أحد القرود تمتم:

ربما... لكن الشمس لا تدخل صالة الانتظار.
عادت الكائنات إلى أماكنها وتابعت ارتشاف شرابها البارد. وحدها البومة رفعت عينيها نحو السقف وتمتمت:
في هذه القاعة الضوء لا يصل لكنه دائمًا... يُباع.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير