سعد مرزوق العتيبي يكتب: “رحلة أمل… بين أبطال الحسين ودفء الاستقلال”

نبأ الأردن -
في ذكرى استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، أستحضر واحدة من أصدق اللحظات الإنسانية التي عشتها… زيارتي السابقة لمركز الحسين للسرطان، برفقة أخي خالد الشامري من نماء الخيرية، حيث التقينا أطفالًا يحاربون السرطان بإرادة تفوق أعمارهم، وابتسامات تملأ المكان أملاً ونورًا.
لم تكن مجرد زيارة، بل لقاء مع معنى آخر للاستقلال… استقلال الروح رغم الألم، وانتصار الكرامة في وجه الوجع. هؤلاء الأطفال علمونا أن البطولة لا تحتاج إلى سلاح، بل إلى قلبٍ مفعم بالإيمان.
وكانت المفاجأة المؤثرة أن بعض هؤلاء الأبطال الصغار جاؤوا من غزة الجريحة… من أرض تحاصرها الحرب، وتُجتثّ منها أبسط مقومات الحياة، ليجدوا في الأردن وطنًا آخر يحتضنهم، وفي مركز الحسين للسرطان حضنًا حانيًا يُداوي الجراح ويمنحهم فرصة جديدة للنجاة.
هذا هو الأردن… الذي لم يكن يومًا بحدوده الجغرافية، بل بقيمه الكبيرة، وإنسانيته المتجذّرة، واستقلاله الذي يُترجم على الأرض رعايةً واحتضانًا لكل محتاج، من أطفاله ومن أبناء أمته.
في عيد استقلال الأردن، أقول: المجد لوطنٍ يجمع بين العزة والرحمة، بين السيادة والعطاء، بين الكبرياء والإنسانية.
كل عام والأردن ملكاً وحكومةً وشعباً .. أقوى، وأسمى، وأقرب إلى قلوبنا.