احمد ايهاب سلامة يكتب: عرفتكِ فادركت معنى الاستقلال وفي غيابكِ تاهت الخرائط

{title}
نبأ الأردن -
خارج النص عذراً لهذا الخروج مضطراً

حمى الله الأردن وبارك الله فلسطين عشتم وعاشت فيكم الأوطان.

في الذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال بلادي أستذكر استقلالاً آخر.. لا تسجله دفاتر الدولة بل ينقشه القلب في ذاكرته
منذ ثمانية أعوام، استقلت في قلبي حويرة جميلة العينين فصيحة الهمس، واستقرت كأنها وطن صغير نبت بين أضلعي

أقولها أولا: المعذرة.. فالعشق أحياناً يخرق النصوص ويكسر الحدود.

من عينيكِ عرفت وطني:

حننت إليه عندما رأيت رمشه فيك، لأول مرة شعرت أن بلادي تُسكنني حين سكنت أنت روحي

ما كنت أغزل الكلام عبثا، بل أروي تاريخا مرا وأكتب عن وطن خرجت منه ولم أخرج عنه.

عرفت تراب بلادي من لهجتك الشمالية، من دفء صوتك الممتزج برائحة الزعتر، ومن صباحاتك التي تشبه إربد حين تبتسم، ومن خطاكِ التي تشبه طريق السلط وهي تعانق الضوء.. ومن قلبك الطيب الذي يشبه قرى الكرك..

كنتِ بلادي حين خانتني الخرائط، وصرتِ خارطتي حين ضيعتني البلاد

كنتُ إذا رأيتك، ارى السماء تمطر وان لم تكن والنجوم تغني والليل يشرق، والصباح يقسم ألا يفتح نوافذه إلا إن استيقظت.

يا حاملة الشعر الإمبراطوري
منكِ تغار الغاردينيا وتتنحى الأوركيدا خجلاً أمام شعرك الحريري المنسدل، يفرش الأرض وردا إذا لامسها ويسير متبخترا كأنه جمال باريس ومكر حواضر الأندلس.

نظرة من عينيكِ كافية لإسقاط المدن، لإثارة القصائد، ولرفع الدوبامين إلى أقصى نشوته.

نظرة أخرى فقط، كفيلة بنقلي إلى عالمٍ لا يُشبه هذا العالم
عالم فيه "عمان" تحرسنا من فوق، ونابلس تغسل أرواحنا بالحنين.

منكِ شممت حنين الوطن، وحننت إلى أردنٍ غدرته السياسة واحتوته المحبة، وإلى فلسطين التي صارت شمساً لا تغيب من قلب كل حر.

كنتِ الحورية التي تتمشى في شوارع عمان حين أراكِ كل شيء يصبح جميل ومن بعدكِ صار العمر عليلا، والعالم قاتما

بعدكِ، لا وطن لي، لا أصحاب، لا زاد، لا ماء، لا دفء، لا أحد

فأنتِ، لست مجرد فتاة مرت في العمر، بل وطن سكن القلب بلا جواز سفر، بعدك تغيب عني البلاد وتضيع فيك خرائط الهوى والأمان
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير