د.وليد العريض يكتب: لعبة الثعلب والنسر: حين تتكلم الغابة بصوت القطيع

{title}
نبأ الأردن -
ركن الغابة..... 2
في أعماق الغابة الكبرى كانت الشمس لا تشرق إلا بعد أن يُعلن النسر الأحمر استيقاظه. هذا النسر، الضخم الجناحين لا يعيش في الغابة لكنه يُقرر مصيرها من أعالي الجبال الحمراء حيث لا يُرى، لكنه يُخشى.
كان له وكيلٌ على الأرض يُدعى الثعلب الشرعي صاحب المعطف اللامع والابتسامة الماكرة. لا يحكم الغابة لكنه يتصرف كأنه مالكها. يزور الغابات المتعبة يربّت على قائد النحل ويهمس في أذن زعيم القرود ثم يبتسم للخراف قائلًا:
من أجل استقرار الغابة عليكم أن تُحبوا الضبع الأبيض… إنه جارنا الجديد!
الضبع الأبيض... جار أم محتل؟
جاء الضبع الأبيض من تلالٍ بعيدة واحتلّ وادي السناجب وأراضي الأرانب ثم جلس على تل الغزال وقال:
أنا هنا للسلام كل ما أريده هو الأمن… وماء البحيرة وبعض الجذور وكل الأرض تقريبًا.
لكن الثعلب الشرعي هرول إليه مصافحًا ووقّع معه اتفاق التفاهم الغابي بينما كانت الحيوانات تصفق بأظلافها وهي لا تدري إن كانت تبارك زواجًا أم جنازة!
الخراف.. جمهور اللعبة الأبدي
كان في الغابة قطيع هائل من الخراف المُهذّبة. لا يعرفون من أين تأتي القرارات ولا لماذا اختفى الغزال ولا كيف احترقت مساكن الطيور. المهم أنهم يرددون ما يقوله الراعي  الذي هو نفسه لا يجرؤ أن يُخالف النسر أو الثعلب.
السلام أفضل من الفوضى يقول أحدهم وهو يُقلِّب قناة الغابة الرسمية.
الثعلب يعرف ما يفعل النسر حليفنا تقول أخرى وهي تُجهّز نفسها للذبح القادم!
صوت الحكمة من شجرة السنديان
في أعلى الشجرة القديمة كانت البومة السوداء العجوز الحكيمة التي رأت أجيالًا وألعابًا وسقوط ممالك وصعود أخرى.
قالت ذات مساء بعد أن سمعت ضحكات الثعلب وعويل الضبع في مأدبة السلام:
الغابة لا تموت مرة واحدة… بل تُذبح على مراحل. وكل من يصفق وهو يُسلّم عنقه لا يحق له أن يبكي بعد فوات الأوان.
لكن البومة وُصمت بالجنون وبثّت قنوات الغابة تقارير عن تطرفها وتهديدها للتماسك العام.
النهاية المؤقتة ولعبة مستمرة
في النهاية نجح الثعلب في إقناع الجميع بأن النسر الأحمر صديق وأن الضبع الأبيض تغيّر وأن الأرانب الذين ماتوا كانوا ضحايا سوء تفاهم.
الخراف عادت للتصفيق والضبع بنى كوخًا جديدًا في أرض الذئاب والثعلب حصل على ولايته الرابعة.
أما النسر فقد غادر إلى جبل آخر تاركًا رسالة قصيرة:
حين تحتاجون خدمة أخرى اتصلوا وسنبدأ السيناريو من جديد.
22-5-2025
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير