د.حسن براري يكتب : حكايتي مع القضاء الأردني تختزل العدالة في أبهى صورها

نبأ الأردن -
لجأت إليه مرتين: أنصفني في المرتين رغم كوني معارضاً شرساً للدولة العميقة كما كان يراني الكثيرون من المتنفذين الذين رفعت الشكوى ضدهم. ومرة حين رفعت ضدي قضية من أحد رموزها الذي توعدني بالهزيمة، وكان يتبختر ويتشدق بانه سيؤدبني، وعندما طلب مني البعض الاعتذار له وطلب الصفح، كان ردي "أعلى ما بخيله يركب". في النهاية أنصفني القضاء مجدداً وبدلا من ان يوديني توسط بعد ذلك للصلح معي خوفا من قلمي.
أؤمن بنزاهة القضاء الأردني، ومشكلتنا ليست فيه، بل بأصحاب الأجندات الذين ينبرون في التشكيك في هذه المؤسسة وهذا ليس مستغربا لأنهم أصلا لا يؤمنون بالدولة بل بالسعي للقضاء عليها والاستيلاء على سلطتها وما يمنعهم عن ذلك سوى ضعفهم وعدم قناعة الشعب بهم ولا انتماءهم العابر للدولة،
نفاقهم واضح، والحق يبقى سيد الموقف والدولة فوق أي اعتبار آخر،
وانا اكتب تذكرت القصة التالية:
جاءني طالب سلفي في احدى السنوات يناقشني بمساق كنت أدرسه وقال لي بان هذا العلم وضعي، قلت له ممتاز، لماذا لا تنسحب، غادر وغاب وتجاوز نسبة الغياب المسموح بها. قمت بتطبيق تعليمات الجامعة بحرمانه وجاء بعد لك محتجا، وقلت له بحزم انني مؤتمن لتطبيق تعليمات الجامعة قال لي بان "شيوخه" أعطوه فتوى بالغياب. وعندما رفضت ذلك قال لي عند الله نلتقي الخصوم وغادر بكل هدوء.