نضال شديفات يكتب: تداهش التداهش في الوضع العربي

نبأ الأردن -
لا يزال المشهد العربي يعكس حالة من التشرذم وعدم الاتفاق حتى على أبسط القضايا.
فإذا عجزت القيادات في دولة واحدة على الاتفاق على قائمة ضيوف فكيف لنا أن ننتظر موقفاً موحداً تجاه قضايا الأمة المصيرية؟
كثيرون بعبرون عن إندهاشهم من المشهد وانا أعبر عن اندهاشي منهم !!!
يبدو غريباً أن يستمر البعض في إظهار الدهشة من حجم الخلافات في القمم العربية بينما المفاجأة الحقيقية تكمن في استمرار توقع الانسجام العربي في ظل واقع مشحون بالانقسامات.
لقد أثبت التاريخ العربي الحديث أن الخلافات السياسية وحتى الشخصية بين القادة غالباً ما تتفوق على المصلحة المشتركة.
فلكل دولة أولوياتها الداخلية والخارجية التي قد تتعارض مع مصالح جيرانها.
كما أن التدخلات الخارجية تلعب دوراً مهماً في تشكيل المواقف وقد تتبنى بعض الدول سياسات لا تعبر بالضرورة عن إرادتها .
ولا ننسى أن الخلافات الشخصية بين القيادات نفسهم قد تشكل عائقاً أمام أي تقدم حتى عندما تكون المصالح المشتركة واضحة وضوح الشمس.... فلماذا الاستمرار في الدهشة .
ختاماً لا فائدة من الاستمرار في الدهشة من الخلافات العربية بل الأجدى هو السعي لفهم أسبابها العميقة والعمل على تجاوزها.
فالأمة التي تعجز عن إيجاد قواسمها المشتركة لن تتمكن من تأمين مكان لها في عالم لا يرحم إلا الأقوياء والمتحدين.