د . بسام العموش يكتب: ( أمريكا وإسرائيل )

نبأ الأردن -
يحلو لبعضنا أن يتفاءل فيما يتعلق بعلاقة امريكا بإسرائيل وبخاصة بعد زيارة ترمب للخليج وثناؤه على الدول التي زارها ومدح قياداتها مدحا" عاليا" . كما استمر في الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة وضرورة ادخال المساعدات لإنقاذ الناس من الكارثة المرئية صباح مساء . وعقد اتفاقا" مع الحوثيين لتجنيب السفن الأمريكية اي خطر ممكن أن يقع ولحماية الملاحة في البحر الأحمر . كما أن لغة الحديث مع إيران لغة ناعمة من الطرفين ! . وأعلن رفع العقوبات عن سوريا التي تتعرض لهجمات اسرائيلية بين الفينة والأخرى ، والتقى الرئيس السوري وأثنى عليه ،كما إن ترمب لم يضع اسرائيل ضمن برنامج زيارته للمنطقة . كل ذلك مؤشرات على تبدل السياسة الأمريكية تجاه اسرائيل والمنطقة . فهل تفرط الولايات المتحدة بإسرائيل نتيجة السخاء العربي الذي بلغ مئات المليارات ؟ ! .
يرى بعضنا أن التغير واضح وأن اسرائيل تتعرض لصفعة من ترمب لأنه رجل أعمال ويهمه المال وليس معنيا" بالسياسة إلا بالقدر الذي تخدم فيه السياسة الاقتصاد . الحقيقة أن التفكير بتخلي امريكا عن اسرائيل خيال عربي وأمنية وأحلام ، والسبب أن علاقتهم بإسرائيل علاقة استراتيجية أما علاقتهم بالعرب فهي علاقة تكتيكية إذ لا يعقل أن لا يقوم بالمدح وقد ملأ جيوبه من أموالنا ، وعقد صفقات بيع أسلحة وصفقات اقتصادية في مجالات أخرى لكن ذلك لا يعني بحال تخلي الولايات المتحدة عن اسرائيل ، بل هي مجاملة نطيش من خلالها على شبر ماء ، فنحن العرب نريد من يحل لنا مشاكلنا ولو بكلام معسول في نسيان تام أن أمريكا مؤسسة لا فردا" وبخاصة أن ترمب مجرد عابر وما هي إلا بضع سنوات ثم يرحل . لنفرح بكل كلمة مدح ولكن يجب أن لا يوصلنا ذلك للاعتقاد أن اسرائيل على وشك الزوال نتيجة المدائح الترامبية فما هي إلا غزل يحبه أهل العاطفة والنفخ لأن ثقافتنا قامت على الهجاء والمدح وقبض الثمن بينما نحن اليوم في عصر الحساب والدقة والكمبيوتر وأن جلدك لا يحكه إلا ظفرك . فحتى غزة في نظره ما هي إلا استثمار رابح ، وكذا وقف هجمات الحوثيين على السفن الأمريكية وسفن أصدقاء أمريكا . فليفرح العرب قليلا" وغدا" سنسمع في القمة العربية في بغداد حديثا" عن اختراق استراتيجي نتمناه ولكنه غير واقعي . وأقصى ما يمكن أن يمارسه ترمب تجاه اسرائيل هو دعم إسقاط نتنياهو ومجيئ وجه آخر يتماشى مع الفكر الترامبي الداعي إلى تبعية السياسة الاقتصاد وليس العكس . أما وجود اسرائيل وأمنها وتفوقها فهذا أمر لا نقاش فيه .