موفق جباعتة يكتب: الأردن... وطن لا ينتظر الشكر

نبأ الأردن -
في كل محنة تعصف بالأمة، كان الأردن حاضرًا في المشهد، لا يلوّح بشعارات، ولا يتاجر بالمواقف. بل يقدّم ما يستطيع بصمت الكبار، ويقف حيث يُطلب منه الوقوف، لا رجاءً بثناء، بل إيمانًا راسخًا بأن نصرة الشقيق واجب لا ترف.
منذ نكبة فلسطين عام 1948، احتضن الأردن الآلاف من الفلسطينيين الذين هجّرتهم آلة الاحتلال. فتح لهم الأبواب، ودمجهم في نسيج الدولة، فصاروا شركاء في البناء والحلم والمصير. ومع كل عدوان على غزة، كانت المواقف الأردنية متقدمة، إنسانيًا وميدانيًا، بقيادة هاشمية لا تتوانى عن الفعل.
في العدوان الأخير على غزة، برز الدور الأردني بوضوح. حيث وجّه جلالة الملك عبد الله الثاني القوات المسلحة والخدمات الطبية الملكية لتكثيف المساعدات، وتم تنفيذ سلسلة إنزالات جوية في شمال القطاع، محمّلة بالدواء والغذاء، متحدية ظروف الحرب والحصار. كما نُقل عشرات الجرحى، بينهم أطفال، إلى المستشفيات الأردنية لتلقي العلاج، في رسالة واضحة مفادها: غزة ليست وحدها.
الأردن لم يقف يومًا عند حدود فلسطين. ففي الحرب العراقية، فتحت عمّان أبوابها للنازحين، وقدّمت للعراقيين الأمن والتعليم والطبابة. وفي أزمة سوريا، استقبلت المملكة أكثر من مليون لاجئ، رغم ضيق الموارد. وكذلك كان الحال مع الأشقاء الليبيين والسودانيين واليمنيين، الذين وجدوا في الأردن حضنًا دافئًا وملاذًا كريمًا.
ما يُدهش العالم ليس فقط ما يقدّمه الأردن، بل كيف يقدّمه. دولة محدودة الموارد، لكنها غنية بقيادتها وشعبها. مواقفها تنطلق من المبادئ، لا من المصالح. تقدم بصمت، وتساعد دون شروط، وتثبت في كل مرة أن العروبة ليست ورقة خطاب، بل سلوك يومي وموقف نبيل.
الأردن لا ينتظر الشكر. هو ببساطة يفعل ما تقتضيه الأخوّة... ويواصل.