محمد الحموري يكتب: أن تبقى عاقلاً في عالم مجنون

{title}
نبأ الأردن -
يُحكى أن طاعون الجنون أصاب نهراً في مدينة، فصار كل من شرب منه يُصاب بالجنون.
ولأن الجميع شربوا، بدأوا يتحدثون بلغة غريبة لا يفهمها العاقلون.
ملك تلك المدينة قاوم، لكن حين استيقظ ذات صباح، وجد أن الملكة قد جُنَّت، والوزير يخبره أن الحرس والطبيب قد أصابهم الطاعون أيضا.

صُدم الملك، فسأل:
من بقي عاقلاً؟
أجابه الوزير: أنت وأنا فقط يا مولاي … لكن المجانين يظنون أننا نحن المجانين، لأننا لم نشرب!

فقال الملك في يأس:
إذن، اسقني من النهر … إن الجنون أن تظل عاقلاً في دنيا المجانين.

الفكرة هنا:
في هذا العالم، قد تُتهم بالغرابة أو حتى بالجنون لمجرد أنك تفكر بطريقة مختلفة.
قد ترى الباطل باطلاً، في حين يراه الآخرون حقًا.
قد تعمل بإخلاص، بينما يتفوق غيرك بالمجاملات.

سيسألك البعض:
معقول أنت الصح وكلهم غلط؟
وهنا… يُعرض عليك كأس الجنون.

القرار الصعب:
هل تتمسك بعقلك وقيمك، ولو كنت وحدك؟
أم تشرب الكأس، وتتماهى مع الجميع؟
ليس العقل أن تُشبه الآخرين، بل أن تظل ثابتاً حين يتغيرون، وأن ترى الحق واضحاً وإن أنكروه.

فأصعب الجنون…
أن تتخلى عن نفسك لتبدو عادياً في عيون من ضلّوا الطريق.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير