إيمان عكور تكتب : مش كفاية إنك تحجب…؟؟

نبأ الأردن -
في زمن صار فيه كل شي قابل للتحميل، والحظر صار مجرد تأخير مؤقت للمعلومة،
بتبقى الثقة هي الدفاع الأول، والأخير، والأصدق.
مؤخرًا، قررت هيئة الإعلام حجب عدد من المواقع والمنصات التي دأبت على الإساءة والتشكيك بجهود الأردن ومواقفه..
خطوة مفهومة، ورسالة واضحة.
لكن السؤال الأهم: هل فعليًا هذا الحجب بحمينا؟
الجواب بكل صراحة: لا.
لأننا اليوم بزمن…الـVPN فيه
أرخص من كاسة قهوة،
والموقع المحجوب بينفتح بلحظات،
والرواية الكاذبة بتوصل أسرع من الرواية الرسمية.
شفتوا TikTok؟
منصّة محجوبة رسميًا،
لكن ملايين الأردنيين بيستخدموها يوميًا بكل بساطة، وبعضهم للأسف بياخد منها كل "أخباره"، ومواقفه، وقناعاته.
المشكلة مش بالحجب، المشكلة بالأرض اللي بتستقبل الكذبة.
وهاي الأرض، إذا كانت فقدت الثقة بإعلام بلدها، وما شافت حالها ولا همومها ولا وجعها بصوته، فراح تفتح ابوابها لأي صوت تاني… مهما كان غريب أو مشبوه.
فبدل ما ننشغل بسد النوافذ،
خلينا نفتح أبواب حوار حقيقي.
نحكي، نوضح، نسمع.
مش نحكي عن الناس… نحكي معهم.
يا مسؤولين.. المشكلة الأعمق:
مش في الموقع المحجوب،
بل في سبب تقبّل الناس لروايته.
لو المواطن واثق بالإعلام المحلي، ومقتنع بالسردية الرسمية، ما كان راح يتعب حاله يدوّر على بدائل مشبوهة.
إعلام الدولة ما لازم يكون ناطق رسمي.
لازم يكون مرآة المواطن.
لازم يجاوب قبل ما يبرر،
ويعترف قبل ما يهاجم،
ويقول "آسف" إذا أخطأ
قبل ما يقول "انت خائن".
الحجب أداة… مش حل.
والتحصين مش تقني… التحصين شعوري.
إذا المواطن حس إنو الإعلام إله، ما عليه،
رح يميّز المعلومة الصادقة من الملفّقة بدون حظر…لأنه رح يصير عنده مناعة، و"وعي شبعان ثقة".
علشان هيك..أهم من الحجب… هو بناء مناعة الوعي.
يا جماعة ..اصحوا
#اعلام_واع