د. فاطمة النشاش تكتب: عائدة.. من خطوة خاطئة

{title}
نبأ الأردن -
لم أكن أظن أنني سأكتب يومًا عن السقوط.. كنت أؤمن دومًا بأنني قوية، مستقلة، أعرف ما أريد.. لكن الحياة، بذكائها العجيب، تأخذك أحيانًا في اتجاه لا يشبهك… لتُريك ما كنت تجهله في نفسك، لتبدأ الأسئلة: هل أخطأتَ يومًا؟ هل سلكتَ طريقًا حسبته صوابًا، ثم وجدتَ نفسك في متاهة لا تشبهك؟ ثم تقف أمام نفسك، محبطًا، تتساءل: كيف وصلت إلى هنا؟ إن كنتَ كذلك، فاعلم أنك لست وحدك.. فأنا أيضًا كنت هناك.
لقد خذلتني قدماي ذات قرار.. حسبتُ أنني أسير نحو إنجاز، فإذا بي أتعثر بخيبة.. خطوت تلك الخطوة وأنا أظنها الصواب.. كانت مدروسة، أو هكذا خُيّل لي.. كل شيء بدا باهتًا، كأنني أعيش حياتي في غير توقيتي.. وانطفأ بداخلي ذاك الحماس الذي كان يومًا وقودًا لأحلامي.. كيف أكون أنا، التي لطالما خططت جيدًا، أقف اليوم في هذا المكان؟ لكن ما لم أكن أعلمه حينها أن تلك الخطوة الخاطئة كانت أقصر طريق إلى النضج، وأكثر الدروس عمقًا في رحلة التكوين.
عندما نُخطئ، تميل النفس إلى أحد طريقين: الإنكار أو جلد الذات. وكلاهما طريق مسدود.
أما الطريق الحقيقي للخروج، فيبدأ بالاعتراف. الاعتراف بأننا أخطأنا لا يُنقص منّا شيئًا، بل يُعلن بداية الشفاء. هو ليس ضعفًا، بل علامة نضج، وإشارة على أننا مستعدون للتعلّم، لا للهروب. 
وهنا تبدأ العودة.. لن تكون سهلة، ولن تعود كما كنت.. لكنك ستعود أهدأ في حكمك، أبطأ في اندفاعك، أصدق مع نفسك.. لن تخشَ التراجع، لأنك ستُدرك أن الرجوع من الطريق الخطأ… شجاعة، لا هزيمة.
 أنا أكتب هذا اليوم لكل من يظن أنه ضل الطريق.. لكل من يشعر أنه تاه في زحام القرارات.. صدقني، لا أحد يمضي العمر بلا هفوة، بلا تجربة يندم عليها، بلا مسار اضطر لتعديله.. نحن لا نُعرف بخطأنا، بل بما نفعله بعده.. فالحياة لا تنتهي عند قرار خاطئ، ولا عند خيبة.. تنتهي فقط عندما تتوقف عن المحاولة.. فإن سقطت، انهض.. وإن تهت، عد.. وإن خذلتك الأيام، خذ بيدك وابدأ من جديد.. أنا عدت… وأنت أيضًا تستطيع.. فأنت لستَ ما سقطت فيه، بل ما نهضت منه..
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير