وائل منسي يكتب: الأردن في مواجهة حملات التشكيك: الموقف ثابت والإعلام الرسمي ضعيف

{title}
نبأ الأردن -
في الوقت الذي يقف فيه الأردن، ملكًا وحكومةً وشعبًا، في طليعة المدافعين عن أهلنا في غزة، ويتصدر المشهد الإنساني والديبلوماسي في وجه آلة الإبادة الإسرائيلية، تتصاعد حملات مشبوهة لتشويه صورته والطعن في مواقفه الثابتة.
منذ السابع من أكتوبر، لم يدّخر الأردن جهدًا في إيصال المساعدات الإغاثية والطبية، جوًا وبرًا، رغم التحديات والمخاطر، وقد تحوّل إلى منصة إنسانية عالمية لمرور المساعدات إلى غزة، مستندًا إلى دوره التاريخي والتزامه الأخلاقي.
لكن ورغم هذه الجهود المشهودة، يقف الإعلام الرسمي الأردني عاجزًا عن مواكبة الحدث وتفنيد الأكاذيب التي تُروَّج ضد الأردن. لم يكن التقصير في المحتوى فقط، بل في غياب أدوات المواجهة الرقمية، وعدم القدرة على إنتاج رواية إعلامية وطنية قوية ومقنعة تواجه التضليل، وتخاطب الداخل الأردني كما تخاطب الرأي العام العربي والدولي.
الإعلام الرسمي لم يواكب التقدم الرقمي، ولم يستثمر في منصات مؤثرة، ولا في خطاب جذاب ومهني يرسّخ الثقة ويُفحم المشككين. وبينما تُدار حملات التشويه من مواقع ومنصات خارجية، بعضها ممول من أطراف معروفة، ما زلنا نخوض معركتنا بسلاح تقليدي، وأدوات إعلامية من زمن سابق.
وفي العصر الرقمي الحديث، لم تعد الدول ولا الأحزاب قادرة على وقف تدفق الأخبار الكاذبة، ولا السيطرة على الفضاء الإعلامي المفتوح، لكن يمكن مواجهتها بسردية وطنية محكمة ومحتوى صادق وذكي، مدعوم بإستراتيجية إعلامية رقمية متقدمة، تواكب سرعة الحدث وتفرض الرواية الأردنية بثقة وشفافية.
إن ما يُقال عن "تكسب" الأردن من المساعدات ليس إلا كذبة سياسية رخيصة، لا تستحق الرد، لكنها وجدت بيئة خصبة بسبب ضعف الرواية الأردنية الرسمية، وتراخي أدوات المواجهة الإعلامية.
إن المطلوب اليوم ليس "رد فعل" دفاعي متأخر، بل إستراتيجية إعلامية وطنية رقمية شاملة، تتضمن:
1. رواية موثقة ومدعومة بالأرقام والوقائع.
2. تفعيل حضور الأردن في المنصات العالمية والرقمية.
3. تدريب ناطقين إعلاميين محترفين قادرين على تمثيل الموقف الأردني بوضوح وقوة.
4. مخاطبة الشباب بلغة عصرية تستوعب تحولات الوعي والوسائل الرقمية.
5. بناء شراكات مع أطراف دولية صديقة لتفنيد الأكاذيب بحقائق من مصدرها.
إن معركة الوعي لا تقل أهمية عن معركة الأرض، وإن وحدة الجبهة الداخلية بحاجة إلى إعلام وطني يُشعر المواطن بالثقة، لا إلى فزعة مرتجلة تفتقر للمعلومة.
الأردن لا يطلب شهادة حسن سلوك من أحد، لكنه يطلب من إعلامه أن يكون على قدر هذا الوطن.
#وائل # منسي
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير