رياض القطامين يكتب: خالد الحجاج لقد أتعبت المحافظين من بعدك

نبأ الأردن -
خالد الحجاج مثلنا ويشبهنا حتى الشيب الذي غزا مفرقه هو ذات شيبنا فكلنا من طبقة المتعبين من أجل العطاء فجاء لون الشيب مُونسا ومميزا.
خالد يكره النرجسية هو اصلا لا يعرفها مثلنا فقط يعرف كيف يكون على رأس عمله مع الدقائق الأولى للدوام ، ويعرف كيف يرد على جرس هاتفه مع ساعات الفجر على بلاغ هنا أو طارىء هناك .
خالد ليس مخمليا فهو يعرف كيف يقسم الراتب آخر الشهر على اقساطه الشهرية
قسط الشقة وقسط السيارة وقسط الطلاب الجامعيين ويحسب حساب شيئا من الخضروات حتى (جاجة الجمعة) محسوب حسابها في موازنة البيت.
سحنة خالد جزء من تضاريس الاردن وسمرة وجهه البهي كسنابل القمح في سفوح حوران وسهولة مؤتة وأحيانا تشبه زرقة البحر وفيروزية المحار وأحيانا تشبه قوادم النوارس وهي تحلق فوق بحر العقبة .
سر نجاحه الذي انتشر في الآفاق ان خالد لم يأت محافظا بالبراشوت ولا بواسطة من متنفذ جاءت به سيرته ومسيرته فهو بلدي ١٠٠% نكهته كنكهة تراب الطفيله ورمال رم .
خالد يتقن فن الإدارة التي تعلمها من عواصف الحياة قبل أن يتعلمها من مقاعد الجامعات فقد تفوق في إدارة المشهد كحاكم اداري حتى حظي باحترام الناس ومحبتهم وكانه خُلق من غير خصوم.
إدارته خليط بين الخبرة والقيم والنصح والقانون ، فالنصح عنده متقدم على العقوبة فهو ينشد تحقيق السلم المجتمعي رغبة لا رهبة .
بدا خالد واثقا من ادائه فهو القادم من رحم التخصص المتدرج في سلم الداخليه والقارئء لسفر وزارته ورقة ورقة والعارف باحجار الوطن حجرا حجرا حتى حجارة البحر تعلم الغوص كي يلقي عليها التحية .
خالد نجح لانه خرج من زوايا الضيق فعرف الطريق ... أكلت جبال الطفيلة من جنبيه وهو يقدح نارا ويكدح جهدا الى جانب والديه كصوان صويميع وهضاب ضانا لم تهن له قناة ولم تلين له عزيمة.
خالد أحب البلد وأهلها كان الوفاء للهاشميين عنده مثل النفس الذي يصدر من رئتية يتكرر تلقائيا مهما كانت الظروف .
خالد يتوضأ اليوم بماء البحر ويصلي في محراب الوطن ، هادئا في نقاشه اكثر من الهدوء نفسه لكنه بذات الوقت جسورا وندا ووطنيا شرسا اذا ما غُمز من قناة الوطن .
تسلم مهام عمله كمحافظ في اقسى وادق الظروف الوطنية والمحلية على مستوى المحافظة والوطن فكان مسؤولا رسميا فذا كما شكلت شخصيته حالة شعبية جميلة ونبيلة ملك فيها قلوب الناس .