امل خضر تكتب : وزارة التربية والتعليم ودورها في التوعية ضد الإرهاب والتطرف

{title}
نبأ الأردن -
تدرك وزارة التربية والتعليم أهمية دور التعليم في مواجهة التطرف والإرهاب، خاصة أن التعليم يشكل الأساس في بناء النشء والشباب وتشكيل مداركهم الفكرية، وكلما كانت منظومة التعليم مواكبة لتطورات العصر، ومنفتحة على ثقافات العالم، أسهمت في تنوير العقول وبناء الشخصيات السوية القادرة على مواجهة أية أفكار متطرفة أو دخيلة عن المجتمع. ولهذا تنبهت وزارة التربية والتعليم في الاردن منذ وقت مبكر إلى خطورة تسلل الفكر المتطرف إلى المنظومة التعليمية، خاصة أن قوى التطرف والإرهاب عملت وما تزال على اختراق الحقل التعليمي والتسلل إليه بطرق مختلفة .
وتقوم مؤسسات التعليم في الاردن بدور محوري في مواجهة التطرف والإرهاب. كما تتعاون مع مؤسسات المجتمع الأخرى في هذا الجانب، بداية من الأسرة ومروراً بالإعلام ونهاية بالمؤسسات الدينية، وهي أن مواجهة التطرف والإرهاب الفكري هي مسؤولية مجتمعية وأخلاقية تتشارك فيها مختلف المؤسسات، وتتكامل مع الجهود التي تقوم بها الدولة في هذا الجانب المهم . ومن أهمها مبادرة عام 2016" التربية الأخلاقية" بتخصيص الحصة الأولى من يوم الثلاثاء من كل اسبوع للحديث عن خطورة الارهاب وضرورة مكافحته ونبذ العنف والتطرف بأشكاله المختلفة ، والتأكيد على سماحة الأسلام والاعتدال والوسطية ، واحترام الشرائع والعهود والمواثيق التي تحمي المجتمع ،
والتركيزعلى بناء شخصية الشباب الأردني، وغرس القيم الإيجابية القائمة على مبادئ التسامح والاعتدال والانفتاح والتعايش بما يكفل التحصين الفكري للأجيال ضد أي تهديد أو خطر من قوى التطرف والظلام. ولا شك في أن هذه المبادرة، التي تعكس الإدراك الكبير من جانب قيادة الاردن بأهمية دور التعليم في بناء الشخصية المتزنة المتمسكة بهويتها الحضارية والثقافية والمجتمعية، والمحصنة من أي أفكار متطرفة..
فوزارة التربية والتعليم تسعى إلى ترسيخ منظومة القيم الأخلاقية والإيجابية بين طلبة المدارس، كالتسامح واحترام الآخر والحوار الحضاري والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب، وهي منظومة القيم التي من شأنها التصدي لثقافة الكراهية وما يتبعها من تطرف فكري وغلو وتشدد.
وتعزيز الدور الذي يقوم به المعلم في توعية الطلاب بخطورة الفكر المتطرف، واليوم يمكن تحقيق ذلك من خلال مبادرة مدرستي انتمي والتي اتمنى أن ترتكز على إحداث تحول جذري في مقومات وشكل التعليم على مستوى الدولة من خلال مواصفات قياسية عالمية الأداء، والاستناد إلى مناهج علمية حديثة ومطورة تهدف إلى إكساب الطلبة شخصية أصيلة قيادية واثقة وشغوفة بالمعرفة، ومبدعة ومتعاونة ومفكرة ومتمكنة من التكنولوجيا، ومحصنة من الأفكار المغلوطة والمنحرفة، عصية على كل اختراق فكري أو اختطاف ديني، وفعالة ضمن إطار مجتمع المعرفة بأبعادها المختلفة. بمشاركة فعالة للمعلم بحيث تستهدف جعل جميع المنتسبين لمهنة التعليم على قدر عال من الدراية والكفاءة في كافة التخصصات، من بينها رفع مستوى الوعي لديهم من خطورة أفكار الجماعات المتطرفة،.
ووسائلهم التغريرية الحديثة، وذلك لتحقيق المستهدفات التعليمية التحصينية المناسبة للطلاب، والذي بدوره سيسهم جذريا في تطويق التطرف والقضاء على الإرهاب ؛
أن التصدي للتطرف والإرهاب مسؤولية مؤسسات المجتمع بأكمله، فمؤسسات القطاع الخاص تمتلك مجموعة من الأدوات والمواد التي يمكن الاستفادة منها في دعم الحكومة والمدارس في مساعيها الرامية إلى إصلاح المناهج الدراسية وتعزيز القدرة على الصمود إزاء التجنيد ومنع التطرف المؤدي للعنف. أما وسائل الإعلام فيمكن أن تقوم بدور مهم في تعزيز المناهج التعليمية المعنية بمكافحة التطرف العنيف من خلال العمل على إعلاء الأصوات والقيم المهمة والتي تسهم في تنوير الطلاب وتحصينهم ضد أية أفكار متطرفة أما المجتمع المحلي فيمكنه أيضاً القيام بدور مؤثر وفعال قد يمتد لما هو أكثر من المدارس، فبإمكانه تنسيق جهود الخطاب المضاد لخطاب التطرف العنيف، وإعلاء صوته في المجتمعات المحلية، وذلك مع تقديم الدروس التي يتلقاها الطلاب في البيئات التعليمية الرسمية .
إن الدور المهم الذي تقوم به مؤسسات التعليم في الاردن لا يقتصر فقط على توعية وتحصين الطلاب من ظاهرة التطرف والإرهاب، وإنما يتضمن أيضاً العمل على تعزيز منظومة القيم الإيجابية التي تسهم في بناء شخصية الطلاب، وتنمية مداركهم وتعزيز قدراتهم على الفكر النقدي الذي يستطيع تمييز الفكر المتطرف والضال والذي لا يعبر عن ثوابت الدين الإسلامي الحنيف، ويتجاهل خصوصية المجتمعات العربية والإسلامية التي تميل بطبيعتها إلى التدين الفطري..
في الوقت ذاته، تحرص مؤسسات التعليم في الاردن ، بالتعاون مع الجهات المعنية على حماية الطلاب الاردنيين الدارسين خارج الوطن من الأمواج الفكرية والثقافية العاتية التي تواجههم، من خلال تنظيم سلسلة ملتقيات دورية في أهم العواصم التي يوجد فيها الطلبة المبتعثون للالتقاء بهم والاستماع إليهم ولهمومهم، إضافة لتنظيم مجموعة من الندوات وورش العمل حول كيفية التعامل مع المخاطر الفكرية والثقافية في بلدان الاغتراب، وتحصينهم بالثوابت الدينية والوطنية الاردنية .
وفي كثير من المحافل والمؤتمرات والندوات أكد معالي عزمي محافظة ان فلسفة التربية والتعليم في الأردن ترتكز إلى الدستور الأردني والحضارة العربية الاسلامية ومبادئ الثورة العربية الكبرى والتجربة الوطنية الاردنية، وتتمثل هذه الفلسفة في المنطلقات والاسس الفكرية والوطنية والقومية والانسانية والاجتماعية التي انبثقت منها الاهداف العامة للتربية، ومبادئ السياسة التربوية في الاردن والموثقة في قانون وزارة التربية والتعليم رقم ثلاثة لسنه 1994 وتعديلاته.
و أن وزارة التربية والتعليم تتبنى سياسات استراتيجية تهدف إلى تحقيق الأمن الوطني بمقومات الفكرية والمجتمعية والثقافية والاخلاقية والبيئية، ويبرز أهمية دور الوزارة كمؤسسة تربوية في تهيئة بيئة حاضنة للأمن المجتمعي والفكري، من خلال سياسات تربوية رصينة نابعة من فلسفة وزاره التربية والتعليم ومن مفاهيم المواطنة الصالحة والانتماء، حيث أن نظرتنا الى مؤسساتنا التربوية تقوم على انها مؤسسات ذات وظيفة وطنية تسعى لبناء الانسان وتقوم على خدمه المجتمع.
وفي الختام ستبقى يا بلدي رمزا للأمن والأمان حماك الله من كل يد غادرة خائنه وحفظك الله ياسيدي ملكا وقائدا لشعب وارضا تستحق
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير