محمد داودية يكتب: نصيحة بجمل !!

{title}
نبأ الأردن -
21 آذار هو يوم الأم العظيمة، ويوم النصر المجيد على الصهيونية في معركة الكرامة، ويوم الشعر العالمي.
في الحياة نِعمٌ عظيمةٌ مجانية هي الرياضة والماء والقراءة.
أواظب على القراءة منذ 65 عامًا، كنت اثناءها أقرأ وأعمل وألعب وأسافر وأسوح وارتاد المساجد والسينما، وأنشط في العمل التطوعي والنقابي والسياسي، السري والعلني.
القراءة في الأدب والسياسة والفلسفة والفكر والفنون والسِّير وأدب الرحلات، صقلتني ومكنتني من اتخاذ قرارات، والذهاب في اتجاهات، والخلوص إلى نتائج، واجراء مقايسات، كانت نسبة الخطأ والعثار فيها أقل بفعل القراءة.
العقود الطويلة من القراءة اليومية، لم تدفعني إلى إصدار كتاب، رغم أنني أكتب مقالات يومية بدأتها في صحيفة الأخبار عام 1977، وهي مقالات تعبت فيها، وتسببت لي فيما تعرفون مِنْ تقدم وعلاقات واسعة، كما أدت لمنعي -إلى حين- من الكتابة ومن العمل ومن السفر !
وهي مقالات تملأ دفات عشرات الكتب !
أصدرت كتابي الأول "مِن الكسارة إلى الوزارة" مؤخرا، امتثالا لضغوط الأصدقاء التي امتدت عشرين عامًا.
القراءة هي الأوتوستراد والناقل الآمن من أجل تحقيق "الصحة المعرفية" اللازمة لاتخاذ القرارات الحياتية كافة، الأكثر دقة والأقل خطأ والأقرب إلى الصواب والممكن والواقعية.
لست اخترع العجلة والبارود حين أدعو إلى القراءة. فقد حضنا رب العزة الأكرم في كتابنا الكريم على القراءة: "إقرأ".
ووردت في الكتاب المقدس لإخوتي المسيحيين: "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ".
وأرى أن القراءة صقل للشخصية وملاذ آمن لامتصاص الإحباط والتوتر والقلق واليأس.
فالقراءة تخلق عوالم موازية وملاذات مريحة تسهم في الدافعية المطلوبة للأمل والاستمرار والمواصلة والنهوض من الكبوات.
كم ألهمَ ارنست همنجواي في رائعته الخالدة "الشيخ والبحر" أممًا وحركات تحرر وأشخاصًا، حين قال: "الإنسان قد يُدمَّر، لكنه لا يُهزم".
وثمة أشعارنا الملهِمة كرائعة توفيق زيّاد:
كأننا عشرون مستحيل،
في اللد والرملة والجليل،
هنا على صدوركم باقون كالجدار،
وفي حلوقكم، كقطعة الزجاج، كالصبار،
وفي عيونكم، زوبعة من نار.
وخذوا هذه النصيحة من عمكم: حرضوا أبناءكم وغواليكم وأنفسكم على القراءة.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير