ماجد توبه يكتب: ايران على صفيح ساخن: الحرب على الأبواب

{title}
نبأ الأردن -


في ظل العجز الرسمي والشعبي العربي والصمت الدولي والحسابات المتناقضة للقوى الدولية المتصارعة مع الولايات المتحدة، تواصل هذه الأخيرة واسرائيل اندفاعتهما العدوانية والاستراتيجية لتغيير وجه الشرق الأوسط، لاعادة رسمه وتأهيله لتكون الغلبة فيه لاسرائيل التي تعد الذراع المتقدمة لامريكا.

وفيما يواصل المشرط الاسرائيلي، مدعوما بالغطاء الامريكي الكامل، عمله في تدمير غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا، والابقاء على اشغال اليمن وانصار الله بالضربات الجوية المتواصلة امريكيا، يبدو ان الهدف والجائزة الكبرى التي يسعى العدوان الامريكي والاسرائيلي لتتويج ما يعتبرانه تغيير الشرق الاوسط، هو اسقاط ايران واخضاعها للمعادلة الجديدة للمنطقة.

العديد من المحللين يستبعدون ان يدعم ترامب شن حرب على ايران، على قاعدة انه يسعى لوقف الحروب والتركيز على الصفقات واستغلال القوة الامريكة الكامنة دون استخدامها. الا اني اعتقد ان هذه "العقيدة الترامبية" تنتهي عند ايران خاصة بعد الخسائر الكبيرة والاستراتيجية التي لحقت باذرعها، خاصة في سوريا وحزب الله.

 دع عنك هذا التماهي والتحالف بين ترامب واسرائيل. كما ان ترامب يعتقد ان تغييرا استراتيجيا في ايران ياتي بعد حرب او قصف جوي واسع وحازم يمهد له تنفيذ مشاريعه في دول الخليج ويقرب التطبيع مع السعودية.

ترزح ايران اليوم تحت ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة فاقمها الحصار الامريكي والغربي الطويل، ولا تبدو الجبهة الداخلية الايرانية بذلك التماسك الذي تظهر به في ظل هذه الظروف الاقتصادية. بينما تندفع اسرائيل وتضع على راس اولوياتها الامنية الاستراتيجية ضرب المنشات النووية الايرانية والقضاء على المشروع النووي الايراني، وهو ما تحتاج فيه لامريكا ومشاركتها ودعمها. وهي لن تتنازل عن ذلك لانها لن تسمح بوجود اي دولة معادية لها، حتى لو كانت السعودية المتحالفة مع الغرب، تمتلك سلاحا نوويا تعتبره خطرا يجب انهاؤه قبل اكماله.

ترامب الذي سبق له ان مزق الاتفاق النووي بين امريكا مع ايران في ولايته الاولى يناور اليوم بالعصا والجزرة مع ايران باعلان استعداده لحوار على اتفاق جديد مع ايران وفق شروط تعجيزية تطال حتى الصواريخ الايرانية وتجردها من كل مكامن القوة التي تمتلكها، والا فهي الحرب.

اسرائيل تدفع للحرب مع ايران بغض النظر عن اي تنازل تقدمه الاخيرة، وهو ما سيتبعه ترامب بحيث لن ينجح اي هجوم على ايران دون انخراط امريكي مباشر. والدولتان يراهنان - كما يبدو – على ان يتبع الضربات الجوية "الماحقة" للمشروع الايراني تحريك الشارع الايراني ضد الحكم لاسقاطه والاتيان بنظام جديد حليف للغرب كما يسعون مع سورية اليوم.

لن تجد اسرائيل ويمينها وامريكا ويمينها ايضا مثل هذه الفرصة في الشرق الاوسط لاعادة ترتيبه وفق اهوائهما ومصالحهما واهدافهما العدائية، ولن يكتمل ذلك دون اجراء تغيير كبير في ايران لصالحهما كما يرغبون.

هل هذا قدر محتوم؟! اعتقد ان الوصول الى الحرب مع ايران لاستكمال مشروع الشرق الاوسط الجديد  قادم، اما نتائجه وهل سيتحق للامريكان والاسرائيليين ما يخططون فهذا امر اخر، فايران ما تزال تملك من نقاط القوة الكثير وهي ليست سورية لتسقط بعدة ايام بعد رفع الغطاء الروسي عنها.

الراهن، ان الشرق الاوسط والمنطقة ما تزال حبلى بالتطورات الدراماتيكية وان عمليات الفك والتركيب لم تنته بعد، ورغم ما حققته اسرائيل وامريكا من نتائج خطيرة ضد المصالح العربية فان الحرب لم تضع اوزارها بعد، وان الجبهة الداخلية الاسرائيلية تشهد انقساما واستقطابا خطيرا قد تكون له تداعيات تؤثر على القوة الطاغية لاسرائيل ومخططاتها. وان حسابات ترامب لايران ستواجهها حسابات روسيا والصين بعدم فقدان هذا الحليف الكبير لهما في صراع الاقطاب الدولية!
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير