د. بسام العموش يكتب: المعارضة السلطة

نبأ الأردن -
إن الناظر في العلاقة بين السلطة والمعارضة في البلاد العربية يصل إلى اليقين بأن تلك العلاقة في الغالب غير صحية ولا صحيحة فكريا" و وطنيا" وعلميا" و واقعيا" سياسيا" ومنطقيا" . هل من المنطق أن تجرم السلطة بحق شعبها تقتله و تشرده كما كان الوضع في سوريا ؟ هل من المنطق أن تتنمر المعارضة على السلطة في السودان
و تتحول الى فصيل مسلح باسم " التدخل السريع" ؟ هل من السياسة أن تعتقل السلطة في تونس شركاء النضال ضد الدكتاتور بن علي و تصل إلى حبس رئيس البرلمان ؟ هل من الواقع ما يسعف السلطة في مصر إلى حبس اول رئيس منتخب في تاريخ مصر والذي انتخبه ثلاثة عشر مليونا" ولم يحكم الا سنة واحدة ولم يسجل عليه اي شيء مشين رغم وجود ملاحظات على الأداء الإداري ؟ هل من القانون أن لا يستطيع لبنان التحكم بسيادته نتيجة هيمنة حزب يعلن تبعبته لدولة إقليمية وعاش البلد سنوات بدون رئيس .؟ هل يحق لحزب يعيش في وطن ويرتبط بتنظيم دولي ثم يطالب أن لا يشك فيه احد ؟ وهل الحل عند السلطة ان تقاوم فكرا" باعتقالات بعيدا" عن الحوارات ؟ في بريطانيا حديقة هايد بارك للتنفيس السياسي لتفريغ الشحنات تحت نظر الدولة حتى لا يذهب المعارض باتجاه طريق خاطئ . هل من الوطنية أن يبقى الانقسام الفلسطيني رغم ان الهدف هو التحرر من الاحتلال ؟
السلطة والمعارضة بحاجة إلى إجراء حوارات معمقة لتعديل مسار السلطة للسياسة والنظر للمعارض انه جزء من الشعب وله حقوق نص عليها الدستور ، وتعديل مسار المعارضة لجعل نفسها بالممارسة انها مع البلد وأنها لا ترتبط بأية جهة خارجية في اعلان واضح رسمي أن البلد أولوية لا تتقدم عليها الاشواق القومية والحضارية لأن تلك الاشواق بعيدة عن الواقع رغم عدم نفيها ولكنها أمنيات و احلام مشروعة لكن الواقع اقوى منها .
فهل يستجيب الطرفان كي نبدأ صفحة جديدة في المشهد العربي ؟ آمل ذلك .