بركات الزيود يكتب : من غريسا للحُسينية

نبأ الأردن -
إفطار مع الملكة رانيا في الُحسينية.. قمح وسنابل بدل الورد، ولماذا أمينة عقباوية؟ والملكة تقف لتحضر طعامها، أين الخَدم، دروس في القيادة لا الإدارة؟
قبل أيَّام اتصل بي شخصًا وعرَّف عن نفسه وقال جلالة الملكة تِعزمك على الفطور يوم الأربعاء، إذا وقتك يسمح، فأجبته: طبعًا بكل سرور.
حَضَرتُ على مدخل قصر الحُسينية ودخلنا بمركباتنا، انتظرنا قليلًا وحضرت الملكة، توقفت مع كل واحد منَّا، أعتقد أنَّ عدد الحضور تجاوز ال 100 شاب وشابة من كل مكان وبادية وقرية أردنية، أنا على سبيل المثال من غريسا، القرية التي تلتصق بالمفرق وترتبط بالزرقاء.
تركيبة الحضور جميلة التقيت بشباب أصحاب مشاريع ريادية بسيطة من كل الأردن ورأيت أن هنالك من يعترف بالريادة بمفهومها الحقيقي ولايحصرها بأصحاب المشاريع المليونية وأبناء عمان الغربية.
ولانَّ الأمور بسيطة جدًا، سألت جلالة الملكة رانيا العبد الله: ليش أمينة إبنة الأميرة إيمان عقباوية مش عمَّانية، وولدت في إحدى مستشفيات العقبة، وليست في عمَّان العاصمة، فكان الجواب الذي لم اتوقعه لكنَّ دلالته كبيرة ورسالة إلى كل من يسكن على هذه الأرض!!
قالت جلالتها: الأردن ليس عمَّان فقط، وولادة الأميرة إيمان لابنتها "أمينة" في العقبة هو دليل على توفر الخدمات الطبية في شمال وجنوب ووسط المملكة بنفس القدرات والإمكانات التي تقدم للجميع.
طيب شو أفطرنا؟ هل يختلف طعام الملوك عن طعام باقي الناس؟
أبدًا وبدون تفاخر وتبذير، ماء وتمر مع الآذان، ثم شوربة عدس، ثم تختار كبسة أو فريكة أو أوزي وورق عنب وكوسا، وقطايف وكنافة، وعصير قمر الدين هذا طعام الأردنيين، ووقفت الملكة حاملة صحنها لتختار إفطارها، لم أشاهد خَدمًا وحشمًا ينقلون لها الطَّعام، فقط المسؤولين عن الخدمة والتنظيم لعزومة الملكة.
تحدثت الملكة وقالت: أكثر شي أنتظره وأحبه كل سنة في رمضان أن ألتقي الشباب والشَّابات الأردنيات، بحب أحكي معكم وأنبسط لما تتعرفوا على بعض. جلسنا على طاولات لم أشاهد عليها ورد وزهور، اختيار الملكة كان أن تملأ سنابل القمح المكان.
انتظرتنا الملكة والتقطت معنا هذه الصور والتي كان خلفها حكاية مليئة بالخفايا التي تستحق أن تروى، ليس مجرَّد إفطار في حضرة الملكة، بل هو إفطار تأخذ منه الدروس، تتعرف على كثير من التفاصيل.
بقي شيء أخير: منذ دخولنا القصر الملكي كان أفراد الحرس الملكي وكل العاملين بمعية جلالة الملك في غاية النُّبل واللطف، درس يستحق أن يكون نموذجًا في كل مكان من أماكن الإدارة العامة الأردنية.
ملاحظة: الكنافة اللي أكلتها على فطور أمس بحياتي ما ذقت زيها.