محمد داودية يكتب : إلى متى يا فلسطينية ؟!

نبأ الأردن -
أشقاء الروح، شركاء المصير، رفقاء المسير، أبناء الشعب العربي الفلسطيني، الذين لهم في كل بيت أردني نصير وسنيد، الذين كَبّ المشروع التوسعي الصهيوني "بلاه وشره" عليهم، لجمال بلادهم وقدسيتها وفتنتها، الذين هم في واقع الأمر، ووفق الحسابات الأكثر دقة، قوات الحجاب والذود والدفاع عن أمتهم العربية العظيمة، وعن الأردن ومصر وسورية ولبنان والعراق على وجه التحديد،
ابتليت قياداتهم السياسية الراهنة، بتعدد الرايات والقيادات والمرضعات، فنشأت ظاهرة الفصائل التي يزيد عددها اليوم على أربعة عشر فصيلاً، بعضها تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وبعضها اتخذ مظلات- مرضعات أخريات !!
ورغم كل إعلانات الفصائل وادعاءاتها عن عزمها بناء الوحدة الوطنية والتخلي عن خصوصيتها، وذهابها من أجلها إلى كل عواصم العالم، في اجتماعات انتهت إلى رحلات سياحية، لم تسفر لقاءاتها إلا عن التمترس وتغليب الولاء التنظيمي على الولاء الوطني، وعن استمرار الانقسام !!
إذ نقرأ في البيانات الختامية لاجتماعات الفصائل أنها " اتفقت على أن اجتماعاتها ستستمر في جولات حوارية قادمة، للوصول إلى وحدة وطنية شاملة تضم القوى والفصائل الفلسطينية كافة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني" !!!!
إن هدف "الوصول إلى وحدة وطنية شاملة"، هو الشعار البرّاق اللمّاع الخدّاع المرفوع منذ سنوات.
وها هما الطرفان الفلسطينيان الكبيران، فتح وحماس، قد أعلنا عدة مرات، التوصل إلى اتفاق إنهاء الإنقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإعلان المصالحة، ولم تنفذ كل الاتفاقات والوعود والوساطات.
فمنذ سنة 2007، سنة الانشقاق الأكبر، وسيطرة حماس على قطاع غزة، عقدت الفصائل عددًا كبيرًا من اتفاقات لم الشمل والوحدة في مكة المكرمة والقاهرة وغزة والدوحة والجزائر وموسكو وبكين، أسفرت عن خيبات كبرى ضربت آمال الشعب الفلسطيني وآمال أشقاء الروح الأردنيين.
الشعب العربي الفلسطيني يستحق أن ترتقي فصائله إلى مستوى التحديات، ويليق به أن يفرح بوحدة قياداته السياسية، الوحدة التي أن لم تكن الآن، والفلسطيني في محنة لا تدانى، فلن تكون.
المأساة أن الإتفاق والتنسيق الأمني الشامل قد تم مع الإرهابي نتنياهو !!