د. تيسير أبو عاصي يكتب: ( طه حسين والزجل اللبناني )

نبأ الأردن -
. أثناء إحدى زيارات عميد الادب العربي طه حسين إلى لبنان كانت الفرصة ملائمة لحضور إحدى حفلات فرقة «شحرور الوادي» في بيروت ، وكما يروى ان طه حسين كان يندهش الى حد التشكيك بان هذا الفن الادبي هو عمل ارتجالي .
. عندما دخل عميد الأدب العربي القاعة وكنوع من الترحيب بالدكتور طه حسين تناول الزجالون برشاقة لا تخلو من حضور البديهة والذكاء والاحتراف فنثروا الدرب تهليلا حضاريا راقيا بتطويع القافية والايقاع والحرف والذائقة زغاريدا بالضيف الكبير .
. استهل شحرور الوادي الحفل بابيات زجلية ، حيث أنشد قائلا:
أهلا وسهلا بطه حسين
ربي أعطاني عينين
العين الواحدة بتكفيني
خد لك عين وخلي عين
ضجت القاعة بالاستحسان والتصفيق وانطلق الحضور يرددون في نغمة واحدة: «خد لك عين وخلي عين».
لم يتوقع طه حسين ذلك وتأثر بالحفاوة كثيرا. وفي تلك الأثناء تنحنح الشاعر الثاني في الفرقة، علي الحاج، ليفسحوا له مجال القول، فانطلق منشداً:
أهلا وسهلا بطه حسين
بيلزم لك عينين اتنين
تكرم شحرور الوادي
منك عين ومني عين
ثم جاء دور شاعر الفرقة الثالث، أنيس روحانا، فأطلق عقيرته منشداً:
لا تقبل يا طه حسين
من كل واحد تأخذ عين
بقدم لك جوز عيوني
هدية، لا قرضة ولا دين
فقال الشاعر الرابع في الفرقة، طانيوس عبده، مستدركا ومصححا زملاءه وناصحا إياهم:
ما بيلزملو طه حسين
عين، ولا أكثر من عين
الله اختصه بعين العقل
بيقشع فيها ع الميلين