د.حسن البراري يكتب : الهجوم على القادة العرب يخدم من؟

نبأ الأردن -
لم أدافع يومًا عن الرئيس المصري السيسي، بل كنت ممن انتقدوا الانقلاب منذ بدايته ومقالاتي بهذا الخصوص ومقابلاتي التلفزيونية موثقة. ومع ذلك، ما لا أفهمه هو كيف يمكن لبعض "المعارضة المصرية" التي تبث من الخارج، تحت شعار الإعلام الحر، أن تتبنى وتكرر الادعاءات الإسرائيلية بهدف مهاجمة السيسي. في وقت يعلن فيه السيسي بشكل واضح رفضه لتهجير الفلسطينيين من غزة، يخرج هؤلاء "الإعلاميون" ليزعموا عكس ذلك، مدّعين أنه متواطئ أو مساهم في التهجير.
من يموّل هؤلاء؟!
طبعا، من حق قوى المعارضة وغير المعارضة انتقاد السياسيات وتقديم حلول بديلة ولها الحق في المنافسة للوصول للسلطة، لكن ما يجري هو انقلاب مضاد على الدولة المصرية وليس معارضة تمارس دورا وطنيا.هذا النهج لا يخدم قضية الشعب المصري ولا الفلسطيني، بل يساهم في خلط الأوراق وتشويه المواقف، ما يطرح تساؤلات حول أجنداتهم الحقيقية ومصداقيتهم. ربما عليهم أن يتعلموا من يائير لابيد الذي يطمح في الاطاحة بنتنياهو لكنه يعارض لما يخدم مصالح الشعب والدولة، وحتى الاعلاميون الصهاينة في الخارج عندما ينتقدمون نتنياهو يقدمون على ذلك في سياق دعم الدولة وليس تفتيتها والتشكيك بها.
هذا لا يعني أن القادة لا يرتكبون الأخطاء أو أنهم فوق النقد لكن اللحظة الراهنة تستدعي التفكير بحكمه وتروي وتحديد العدو بشكل واضح والتكاتف بهدف التغلب عليه لا مساعدته من وعي أو دون وعي.