د.عصام الغزاوي يكتب : هكذا تعامل الملك مع حساسية الموقف و"عنجهية" المُضيف

نبأ الأردن -
واهم من كان يعتقد ان الملك ذهب الى واشنطن لمقابلة الرئيس المغرور ليملي عليه التخلي عن خطته وطروحاته بشأن غزة، فبعيداً عن توازن القوى الملك ذهب متمسكاً بالثوابت الاردنية، مقدماً رؤيته المتباينة من خطة ترامب، رافضاً للتهجير بعبارات دبلوماسية ذكية ودلالات سياسية ولغوية واضحة، مبيناً أنه من الصعب تنفيذ ما يريده ترامب بطريقة ترضي الجميع، وان مصلحة الاردن فوق كل اعتبار، وتعاطى مع حساسية الموقف وعنجهية المضيف متجنباً الصدام المباشر وحيداً معه بفطنة وذكاء، وأحال أوراق الحسم للتنسيق العربي، ولقاء القمة العربي المقبل، تغريدات الملك التي تبعت اللقاء أزالت أي لبس محتمل سواء بالترجمة أو بالفهم فلا حاجة للمناكفات والتشكيك والاكاذيب المغرضة، بل علينا تمتين جبهتنا الداخلية ونبذ الخلافات ورص الصفوف لمواجهة ارهاصات السنوات الاربع العجاف القادمة، لأن المنطقة برمتها امام منعطف تاريخي وحاد سيكون له تداعياته، فقط الموقف العربي الموحد الصلب والمصالحة الفلسطينية ورفض الغزيين مغادرة ارضهم هي الوحيدة الكفيلة بإفشال خطة ترامب بالسيطرة على غزة، ومشروع النتن بالإستيلاء على ما تبقى من الاراضي الفلسطينية.