وضاح الوشاح يكتب: مع الملك

نبأ الأردن -
#مع_الملك
بعد خبرة تمتد لأكثر من ثلاثون عامًا في القنوات العربية ، أجد لزامًا عليّ أن أخاطب الزملاء والزميلات في وسائلنا الإعلامية الرسمية والمسموعة في مملكتنا الحبيبة، لأوجه لهم نصيحة حول كيفية إدارة هذا الحدث الفريد، الذي شكّل علامة فارقة في تاريخ الأردن العظيم.
لقد رأى الجميع، وللأسف، ضعف النهج الإعلامي الرسمي في تقديم الموقف السياسي المشرّف والمحنك لجلالة الملك عبدالله الثاني، وعدم تبسيطه وإيصاله بوضوح، سواء للشعب الأردني الذي وقف صفًا واحدًا خلف قائده، أو للعالم العربي والدولي، الذي انساقت بعض وسائله الإعلامية وراء أدوات التضليل، فاجتزأت تصريحات جلالته وحرفتها.
أولًا: أين كانت الشخصيات السياسية الأردنية المؤثرة؟ غابت عن الساحة الإعلامية، فلم نشاهد أسماءً بحجم الحدث. العالم بأسره كان يراقب الأردن، وكان الأولى استضافة شخصيات ذات صيت عربي وعالمي، قادرة على التعليق على الموقف بدبلوماسية عالية، وإيصال الرسالة الأردنية بوضوح واحترافية
ثانيًا: الهجوم الإعلامي العربي والدولي على الأردن لم يكن مفاجئًا، ومع ذلك، لم نشهد الجرأة الكافية في التوضيح والرد. إحدى القنوات العربية بثت ترجمة خاطئة لتصريح جلالة الملك، وتم تداولها على نطاق واسع في الأوساط العربية. مثل هذا التشويه لا يجب أن يُواجه فقط بنشر الترجمة الصحيحة، بل كان من الواجب الرد الفوري بتكذيب هذه المصادر بمهنية وحرفية وجرأة. هذا هو دور الإعلام الأردني، لا أن ننتظر من معالي أيمن الصفدي أن يدخل في سجال معهم! نحن من يجب أن يقود هذا السجال ويوضح الحقيقة.
ثالثًا: متابعة التقارير والبروموهات الصادرة عن القنوات الإعلامية الدولية، ومحاولة إنتاج ما يضاهيها فنيًا، لا يقلل من قيمة المنتج أو المخرج أو المعد. أربعون عامًا ولا زلنا نتعلم كل ما هو جديد ونسعى للتطوير يوميًا، ولكن للأسف، غابت التقارير الصحفية ذات الحرفية العالية، وما شاهدناه في الإعلام الأردني كان مجرد عرض للأغاني الوطنية. لا أحد يختلف على أن الأغاني الوطنية تشحذ الهمم، ولكن المواقف الفريدة تحتاج إلى محتوى جديد، قوي وجذاب، يرسّخ الرسالة الأردنية في الأذهان والمسامع.
رابعًا: تثبيت شعارات وطنية للمرحلة هو واجب إعلامي بحت، ومع ذلك، غاب الاختيار البليغ للشعارات الداعمة لموقف جلالته، بينما كان الجمهور الأردني في انتظار شعار يليق بهذه اللحظة التاريخية، يختصر الموقف بكلمات حادة وبليغة تُتداول على الألسنة وتترسخ في الأذهان. كيف نغفل عن أداة إعلامية بهذه الأهمية؟
خامسًا: لم نشاهد تصاميم احترافية خارجه عن السائد تليق بالموقف، تبرز جلالة الملك في صورة شامخة مرفقة بتصريحاته بترجمة دقيقة. تم تداول التصريحات بنفس الالوان ونفس العاجل الذي ينقل الاخبار اليومية. في المقابل، انتشرت تصاميم صورية لقنوات عربية، حملت تصريحات محرفة ولقطات لجلالته اختيرت بخبث إعلامي. كيف نسمح لهم بأن يسبقونا في تشكيل الصورة الذهنية؟ كيف نترك الساحة مفتوحة لغيرنا ليحدد كيف يُنظر إلى موقف الأردن؟ الإعلام معركة، ومن لا يملك أدواتها، لا يستطيع أن يفرض روايته.
باختصار، افتقرنا إلى الحنكة والدهاء الإعلامي، ورأينا تقصيرًا واضحًا وانعدامًا للحرفية من جميع أطياف الإعلام الأردني. لا أحد يختلف على أن أبناء الأردن جميعًا مصطفون حول قائدهم، لكننا كإعلام أردني لم ننجح في التعبير عن مدى احترافيتنا في نقل وإيصال هذا الموقف كما يجب. اليوم، الإعلام معركة، ومن لا يملك أدواتها، لا يستطيع أن يفرض روايته.
حفظ الله الأردن والأردنيين شعبًا ومليكًا
وضاح الوشاح