د.ابراهيم فريحات يكتب : حقائق عن لقاء الملك وترامب

نبأ الأردن -
ليس دفاعاً عن ملك الأردن، ولكن لا افهم سبب هذا الهجوم الإعلامي على زيارته لواشنطن! الملك لم يوافق على التهجير (ولن يوافق) وتصرف كما هو متوقع ممن يرفض الخطة التي يقدمها ترامب.
أولاً: في العرف الدبلوماسي وتحديداً في ثقافة رجال الأعمال (ترامب رجل أعمال) من الخطأ الكبير أن ترفض عرض دون أن تقدم البديل. المتوقع هو أنك بدل الرفض والمضي في شأنك هو أن تقدم عرض مضاد (counter offer) وهو ما أكد عليه ملك الأردن أن هناك خطة عربية سيتم تقديمها لترامب، وهذا تصرف صحيح وحكيم في عالم السياسة. بالمناسبة، أدى رفض الشهيد ياسر عرفات رحمه الله خطة كلينتون في مفاوضات كامب ديفيد ٢٠٠٠ دون أن يقدم عرض مضاد الى هجوم كلينتون عليه وتحميله مسؤولية فشل المفاوضات.
ثانياً: لدى الأردن العديد من أوراق القوة ضد التهجير ومن الخطأ الفادح استخدام جميعها أو جزء كبير منها في المراحل الأولى للمواجهة مع ترامب والتي ستطول. في إدارة الصراع، يتم التدرج بالانتقال من خط دفاع أول الى ثاني وثالث وهكذا. ليس من المتوقع في هذه المرحلة تقديم سوى عرض مضاد فقط، وليس أي شيء آخر.
ثالثاً: في الحقيقة، شهد اللقاء تراجعاً طفيفاً لترامب عن مواقفه وتحديداً في أنه لا يسعى لتملك قطاع غزة وإنما إدارتها، وكذلك تراجع عن التهديد بقطع المساعدات عن مصر والأردن وقال أنها دول صديقة نسعى للعمل معها.
رابعاً: فيما أثير حول قول الملك أن العرب سيعملون معك (ترامب) لتحقيق الأهداف الكبرى التي ستجلب لنا الاستقرار هي تعود على تحقيق السلام الذي يدعي ترامب انه يريده للمنطقة ولا تعود على مشروعه لتهجير الفلسطينيين.
ومن الضروري اخيراً التذكير بأن ملك الأردن بقي صامداً على موقفه في رفض "صفقة القرن" خلال إدارة ترامب الأولى رغم كل التهديد والوعيد الذي تلقاه من ترامب وكوشنر وعصابته وكان لموقفه دور رئيسي بإفشال الصفقة، فقط كي نضع الأمور بنصابها!