م.موسى الساكت يكتب : الساعات القادمة حاسمة!

نبأ الأردن -
الموقف الأردني، بشقيه الرسمي والشعبي، قد اكتسب زخماً ملحوظاً في مواجهة أي محاولات لفرض واقع جديد على حساب الفلسطينيين، وهو ما يعكس وعياً استراتيجياً بأهمية هذه القضية للأمن الوطني الأردني وأنها قضيته الاولى.
الإعلان الرسمي عن رفض التعامل مع أي مخططات للتهجير ليس مجرد موقف سياسي، بل موقف كل اطياف المجتمع، فقد كان هناك رفض واسع وموقف وطني موحد ضد أي حديث عن التهجير، وعبّرت مختلف القوى السياسية والمجتمعية عن تضامنها مع الفلسطينيين ورفضها لأي ضغوط تهدد الاستقرار الأردني أو الحقوق الفلسطينية.
هذا التوجه يعكس استقلالية القرار الأردني ويؤكد أن الأردن ليس مجرد متلقٍّ للضغوط، بل طرف فاعل يسعى لتأمين مصالحه وحماية استقراره وأن القضية الفلسطينية هي قضية وهَم اردني.
الرهان الآن هو على مدى فاعلية هذا التحرك في التأثير على المشهد الإقليمي والدولي، خاصة في ظل استمرار التحديات والتجاذبات السياسية التي تحيط بالقضية الفلسطينية وموضوع التهجير.
موقف الملك عبد الله الثاني كان حازمًا وواضحًا في رفض مخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق بتهجير الفلسطينيين وشدد الملك على أن الأردن لن يكون جزءًا من أي خطة تمس حقوق الفلسطينيين أو تهدد الأمن الوطني الأردني، مؤكداً على ضرورة حل الدولتين ورفض أي إجراءات أحادية تسعى لفرض واقع جديد في المنطقة.
يبقى التصريح الاخير والمستفز للرئيس الأمريكي بأنه ملتزم بشراء غزة وامتلاكها، والذي وصفها المستشار الألماني بأنها "فضيحة". ختاما نقول لمستر ترامب وبصوتٍ واحد أن غزة ليست سلعة تُباع وتُشترى وهذا التصريح للأسف ينم عن جهل بفلسطين والمنطقة. الساعات القادمة حاسمة.