د. تيسير أبو عاصي يكتب : ما بين إبداع وإنحدار

نبأ الأردن -
د تيسير أبوعاصي
رغم انني سئمت الحديث عن الطير والشجر والنهر فلقد طفحت مكتباتنا نثرا وشعرا بأرتال البوح البلاغي ، وحين أتى زائرنا هذا العالم الرقمي الرحب [ سيما الفيسبوك ] تكونت شيء فشيء مكتبات اضافية مهولة صدحت بأسماء شعراء ومنظرين وأدباء ومراكز ثقافية ورؤساء ومدراء ومنح لشهادات الدكتوراة التي قفزت من ذاك العالم الافتراضي لتتربع على أكمة الواقع المعتل أصلا .
انها صنعة الوجدان ان تدلف الى اغوار الكلمات تسبر الأرض بحثا عن مناجمها واستنباطها وتوضيبها بتقنيات متفاوتة الخبرات والإبداع .
من حسن طالع بعض تلك الأحرف والكلمات ان تحلق بأجنحة خبير يصوغها صورا وأحاسيسا تنساب ريانة رطبة تغتسل فيها القلوب وتتدافع منها ادمع توقا وشوقا وحسرات لمن غادر ورحل؛ وتنتشي بها الحماسة وتزغرد لها مكامن الفرح .
اما تلك الاحرف التي تخونها الحظوظ فتحسب انها في رحلة تألق وتوهج وانتقال من درك وأخاديد اوغلت في تأودها ؛ الى عالم التوهج والتألق والإنعتاق من كينونة السكون الى فضاءات البديع وجمالياته ، وإذ بها تسير في أزقة الضحالة وفي عتمة الإدعاء والتشبه والإنحدار ،
لا تلبث تلك الاحرف ان تلعن تسفارها ورحلتها وتتمنى عودتها الى عالم السكون على ان تسير في دروب لا تقودها الا الى المراوحة بل الى الانحدار .