د.حسن البراري يكتب : سبع ملاحظات على إصرار ترامب على نقل سكان غزة

نبأ الأردن -
أولا، يريد دونالد ترامب الترويج لفكرة تسوية نهائية قائمة على احداث تغيير ديمغرافي كبير في المنطقة.
ثانيا، يتجاهل ترامب موقف الأردن ومصر مما يعكس عدم احترامه للتصريحات الرسمية للأردن ومصر، ومصدر ثقته هو تصوره بأن بلاده تمتلك وسيلة المساعدات ستمكنها من ليّ ذراع الأردن ومصر، وهو كما يقول بأن بلاده تفعل الكثير للأردن ومصر.
ثالثا، لا يفهم ترامب أو ربما لا يريد أن يفهم – او للدقة لا يأبه بحقيقة - أن لنقل السكان تداعيات أمنية بالنسبة لمصر وديمغرافية- أمنية بالنسبة للأردن يمكن أن تقلب المنطقة رأسا على عقب.
رابعا، ينظر الرئيس الأمريكي بدونية للشعب الفلسطيني ويصورهم وكأنهم "شحنة بشرية" يمكن نقلها من مكان إلى آخر، دون النظر إلى إنسانيتهم أو حقوقهم. هذا الموقف يعكس غياب الفهم الحقيقي للوضع الفلسطيني وأزمة اللاجئين في المنطقة.
خامسا، في وقت يواجه فيه الموقف المصري والأردني تحديات وضغوطات أمريكية، تغيب العواصم العربية تمامًا عن الساحة، كأنهم يتفرجون من بعيد على مذبحة سياسية دون أن يحركوا ساكنًا. المواقف كانت "محايدة" إلى درجة السخرية، وكأنهم يعتقدون أن الصمت هو الحل الوحيد للحفاظ على "الاستقرار" المزعوم.
سادسًا، بعد إبادة الفلسطينيين ووقوف العرب موقف المتفرج اللامبالي، ينبغي على الأردن ومصر إلا ينتظران شيئا من عواصم الخوف والتبعية.
وأخيرا، ما دام الأمريكان لا يدفعون ثمنا في العلاقة مع العرب لقاء انحيازهم لليمين المتطرف والفاشي في دولة الكيان، فإن واشنطن لن تأخذ أي دولة عربية على محمل الجد.
وعليه هل يمتلك العرب خيارا في مواجهة الولايات المتحدة؟ الجواب نعم ولا!
فإذا تعاملوا مع أمريكا بندية، مثل التهديد بطرد القواعد العسكرية الأمريكية، فإن واشنطن ستفهم عندها حدود قوتها، وسيحفز هذا الموقف إعادة التقييم لديها. لكن هذا يتطلب موقفًا جماعيًا، لأن التعامل معها بشكل ثنائي على الأرجح لن يجعلها تهتم بصراخهم أو بإعلامهم الحماسي التعبوي الفارغ، فواشنطن ترى أن العرب يحتاجون إليها أكثر من حاجتها لهم!"