بلال حسن التل يكتب: الاسلاموفوبيا...و اكذوبة الاقليات
نبأ الأردن -
من ضمن الفزاعات التي يصر الغرب على استخدامها، للتدخل في شؤون بلادنا العربية مجتمعة، او فرادى كل دولة على حدة، فزاعة الإسلام السياسي او الإسلام الجهادي، او الإرهاب الاسلامي، حسب مزاح المتحدث وقاموسه، فالمهم ان يخوف من الإسلام، خاصة عندما يتباكى على حقوق (الاقليات) الدينيىة والعرقية كما يحدث الأن بالنسبة لسوريا.
وهؤلاء الذين يتباكون على حقوق الاقليات في بلدنا، يتجاهلون حقائق الواقع والتاريخ، فمفهوم (الاقليات) ليس من ثقافتنا، لاالعربية والا الاسلامية، فثقافتنا وحضارتنا قائمتان على التنوع، فحيث لا اكراه في الدين، بالضرورة لا اكراه في الثقافة، لذلك ظل التتوع والتعدد الديني والعرقي اللغوي قائما في بلادنا، ومنذ فجر الإسلام، لم تنظر الدولة الإسلامية في كل عصورها ومسمياتها الى غير المسلمين على أنهم (اقليات) وهو تعامل مستلهم من وثيقة المدينة التي وضعها رسول الله، والتي تعتبر اول دستور مدني، يحافظ على التنوع، فظلت الدولة المسلمة تعامل غير المسلمين وغير
عرب على اساس المواطنة، فحفظت كنائس المسيحين، وكنس اليهود، ومعابد غيرهم من الصابئة، وغير الصابئة، بل ان خلفاء المسلمين لم يهدموا التماثيل كتماثايل بوذا وغيره في البلاد التي فتحوها، وكان جل غايتهم احترام حرية الاعتقاد، وحرية الدعوة للاسلام ، اسوة بغيره من المعتقدات، دون اكراه لاحد على الدخول في الإسلام، اعمالا للقاعدة القرآنية لا اكراه في الدين.
ومثلما حفظت الدولة الإسلامية للناس ديانتهم ومعابدهم، فقد حفظت لهم لغاتهم ولهجاتهم وثقافتهم، بدليل هذا التنوع العرقي و اللغوي والثقافي في بلادنا العربية حيث الأكراد والامازيغ، والاشوريين، وغيرهم، وعندما كان يقع ظلم من الدولة في عصور الانحطاط كان هذا الظلم يصيب العرب والمسلمين مع غيرهم من مواطني الدولة كردا وتركا وامازيغا... الخ،
اكثر من ذلك فانه في فترات كثيرة حكمت الاقليات العرقية والدينية بلاد العرب والمسلمين واضطهدهم واخر نماذج ذلك حكم الاقلية العلوية لسوريا لأكثر من نصف قرن، ارتكبت خلاله مايشب لهوله الولدان، بحق الاكثرية العربية المسلمة وغيرها من المكونات السورية. مما يفند مزاعم الغرب وتخويفه من الإسلام وحكمه.
ظل ان نسأل هؤلاء الذين يتباكون على حقوق (الاقليات) في بلادنا، ويخوفون من التعصب الإسلامي، هل حفظوا هم ويحفظون حقوق الاقليات في بلادهم، وماذا فعلوا بالهنود الحمر أصحاب البلاد الاصلية في الأمريكيتين؟ وكيف عامل ويعامل الغربيين السود في بلاد الغرب المتحضر، الذي منع دخول السود والكلاب الى المطاعم، ومنع ركوب السود في وسائط النقل، ومازالت الشرطة في الكثير من الدول الغربية تبطش بالسود او بالعرب او المسلمين وتمنع الكثير من النشاطات السلمية في تلك البلاد.بل وتحرق المصحف، وتعتدي على المساجد، التي تضيق هذه الدول على بنائها، وتمنع اغلبها من رفع الاذان.
اكثر من ذلك الم تسرق الدول الغربية رموز حضارتنا لتغني بها متاحفها،و على ذكر المتاحف الم تقم فرنسا التي تزعم انها ام الحريات متحفا لجماجم ضحاياها في الجزائر، التي حاولت ايضا طمس ثقافتها وهويتها العربية الإسلامية بمحاولة فرنستها. ثم يتحدثون عن الاسلاموفوبيا!.