محمد داودية يكتب: دوّامات الثأر والانتقام والاجتثاث !!

{title}
نبأ الأردن -
رفعت هيئة تحرير الشام، التي أسقطت "محور المقاومة" الذي لم يقاوم حتى عن كرسيه وعن أزلامه، شعارَ: اللهم نصر بلا ثأر !!
القصاص نعم.
فَعَل الثأرُ الإجتثاثيُ فعلتَه المدمرة في ليبيا والعراق واليمن والسودان.
سنة 2003 أطلق بريمر حاكم العراق المدني الأميركي، "برنامج اجتثاث البعث" فطال مئات آلاف الأبرياء، وهو نسخة كربونية مشوهةٌ عن برنامج اجتثاث النازية Denazification، الذي وضعه الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الثانية بهدف "تحرير المجتمع الألماني والنمساوي من الأيديولوجية النازية في حقول الثقافة والصحافة والاقتصاد والقضاء والسياسة".
خطط الحلفاء خمس سنوات لاجتثاث النازية، واستغرق وضع وتطبيق "اجتثاث البعث" أسابيع فقط !!.
أقر البنتاغون، بتأثير أحمد الجلبي والمؤتمر الوطني العراقي المتصل بملالي إيران، سياسةً تجتث جميع أعضاء حزب البعث. بخلاف رأي C.I.A والخارجية الأميركية، اللتين دعتا لاتباع سياسة أقل شمولية "لإلغاء الصداميين"، تستهدف فقط المتهمين بارتكاب جرائم، وأعضاء القيادة العليا.
في الحالة الأردنية، حاول "الضباط الأحرار" سنة 1957، الانقلاب على الملك الحسين، وضَلَعَ بعضُهم في محاولة إغتياله.
اعتُقل عددٌ، وفرّ آخرون إلى برلين وموسكو وبكين وبلغراد وسورية ومصر، حيث شهّروا بالملك من إذاعاتها !!
أصدر الملكُ الحسين عفوًا عامًا سنة 1964، فعاد اللاجئون السياسيون الأردنيون، مستنزفين، متعبين، مشوقين.
أثّر فيهم الصفحُ والتسامح، فأصبحوا من أشد المخلصين للعرش.
وتجلت رفعةُ الملك وتساميه، حين أمر بأن يُحال للتقاعد فقط، من كانت خدمته قابلة للتقاعد. وأن يُعاد إلى الخدمة برتبة أقرانه، من لم يصل إلى سن التقاعد، حتى يحصل على تقاعد كريم !!
برهن الملك الحسين ان الدول لا تدار بغرائز الانتقام، وبسيف الاجتثاث، وأن القادة العظام يتأسّون برسولنا الحبيب "إذهبوا فأنتم الطلقاء" !!
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير