بلال حسن التل يكتب : عمان دمشق حركة بالاتجاه الصحيح

{title}
نبأ الأردن -
بصرف النظر عن تباين المواقف واختلافات وجهات النظر حول مايجري في سوريا من تغيرات، فإنه لابد من الأعتراف باهميةان يكون وزير خارجية الاردن اول وزير خارجية عربي يزور دمشق، بعد سقوط نظام (بشار ) ، وانها خطوة تسجل للعقل السياسي الاردني، وتدل على اننا تعلمنا من درس العراق، عندما ابتعد العرب عن تطورات الأحداث والتغيرات التي جرت فيه، بعد سقوط نظام صدام حسين، فاتخذ معظمهم دور المتفرج، ليسقط هذا البلد العربي المركزي في أحضان ايران، ولتكتمل أركان الهلال الإيراني، الذي كان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين اول من حذر منه. لذلك كان من المهم والطبيعي ان يكون الاردن اول من يتحرك لمساعدة سوريا مابعد (بشار) للعودة الى الحضن العربي، بدلا من سقوطها بحضن اخر . فكانت اجتماعات العقبة( لبلورة وتنسيق موقف عربي مع المجتمع الدولي من أجل دعم سوريا في بناء المستقبل الذي يكون امنا مشرفا لكل السوريين).

ولأن الاردن لايتوقف عند حدود الأقوال والبيانات، بل ينتقل بسرعة الى مرحلة العمل على الارض، فقد تحركت قوافل المساعدات الاردنية الى الاهل في سوريا، فكانت حمولة اول قافلة مساعدات تدخل الاراضي السورية مكونة من مئتين وخمسين طنا من المواد الطبية، والغذائية الاساسية. لتأتي بعد ذلك زيارة وزبر خارجيتنا الى العاصمة السورية التي هي اقرب مسافة الى عمان من العقبة ثغر الاردن الباسم. وليؤكد الاردن على لسان وزير خارحيته إستعداد الاردن لتقديم كافة اشكال الدعم لسوريا ومساعدتها على اعادة بناء الدولة، والمحافظة على وحدة ترابها وشعبها، واحترام خيارات هذا الشعب، وحقوق كل مكوناته و اتجاهاته السياسية، في ظل دستور جديد ينتج عن حوار وطني بين كل القوى السياسية السورية . ومن اجل ذلك اكد وزير خارجيتنا لدمشق عن جهوزية الاردن للتعاون مع معها في الكثير من الملفات، كالتحارة والكهرباء والحدود واعادة البناء. وهذه واحدة تسجل لحكومة الدكتور جعفر حسان التي تجيد ترجمة توجيهات جلالة الملك بخطوات تنفيذه. يدعمها في ذلك السلطة التشريعية، التي افاض رئيسها دولة السيد فيصل الفايز بشرح في أكثر من مناسبة، اهمية العلاقات الاردنية السورية، وضرورة دعم سوريا.

التحرك الاردني لدعم العملية الانتقالية في سوريا، فوق انه يهدف الى عودة سوريا الى عمقها العربي، فانه يهدف الى حماية مصالحنا الوطنية، فحدودنا مع سوريا يبلغ طولها (٣٧٥)كيلو متر، تحولت في السنوات الأخيرة الى مصدر قلق وتوتر أمني لبلدنا، استنزف الكثير من جهد ووقت قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية، لمواجهة عصابات تهريب السلاح والمخدرات التي كان يرعاها نظام الاسد، بالاضافه الى تمركز الكثير من المليشيات المذهبية و الإرهابية على حدودنا في الجنوب السوري. والتي تشكل في هذه المرحلة تحديا مشتركا لعمان وللادارة الجديدة في دمشق. وهي الادارة التي تصر عمان على اعطائها فرصتها لتحقيق هدفها في إعادة بناء الدولة السورية.

الحركة النشطة بين عمان دمشق ضرورية ليس لما تقدم فقط، فما يربطنا بسوريا كثير من مشتركات الجغرافيا والتاريخ ، والاقتصاد، وقبل ذلك كله الأنساب فالكثير من العائلات و العشائر موزعة في الدولتين، فانا ابن عشيرة لها (مضافة) في الزبداني،والتزاور والتزاوج مستمر بين أبناء العمومة في الدولتين، وانا ايصا ابن مدينة كان شبابها قبل عام 2011 يتنادون للعشاء في دمشق، والعودة للنوم في اربد، وكنت انا ومجموعة من الأصدقاء نتنادى في عمان بين الحين والآخر للافطار الصباحي في دمشق، فلا نشعر اننا في غربة، لذلك يصلي الاردنيون لدمشق كي تتعافى، ويفرحون ان حكومتهم تساهم في تحقيق هذا التعافي.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير