عامر الشوبكي يكتب : الأردن وسوريا: فرصة استراتيجية ومسؤولية وطنية.. وحكومة حسان أمام اختبار السرعة !
نبأ الأردن -
تشهد المنطقة تطورات متسارعة تجعل من الملف السوري فرصة استراتيجية للأردن لتعزيز دوره الإقليمي وتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية. بناءً على الموقع الجغرافي المتميز للأردن وعلاقاته التاريخية مع سوريا، فإن التحرك الحكومي السريع والحاسم بات ضرورة وطنية وإقليمية.
يمتلك الأردن ميزات تنافسية عديدة تؤهله ليكون الشريك الأبرز لسوريا في إعادة الإعمار وتلبية احتياجاتها الأساسية. تتمثل هذه الميزات في:
1.تكاليف النقل القريبة والآمنة والاقل كلفة، ما يجعل الأردن الخيار الأكثر كفاءة لنقل السلع والخدمات إلى سوريا.
2.القدرة على توفير الطاقة، بما يشمل الكهرباء، الغاز، والمحروقات، بأسعار تنافسية وبموثوقية عالية وسرعة اكبر.
3.توفير مواد البناء والخدمات الفنية لدعم جهود إعادة إعمار البنية التحتية السورية.
4.المنتجات الزراعية والسلع الحيوية، التي تلبي احتياجات السوق السوري بشكل فعّال ومستدام.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأردن يمتلك تاريخاً مشرفاً في التعامل الإنساني مع الشعب السوري، حيث قدم الدعم للاجئين على المستويين الشعبي والحكومي. هذا الدور الاجتماعي الإيجابي يمكن أن يمتد من خلال تعزيز الخدمات المقدمة للشعب السوري داخل سوريا نفسها.
ولكي يتمكن الأردن من القيام بهذا الدور، من الضروري أن تضغط الحكومة الأردنية باتجاه استثناء الأردن من العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، بما في ذلك قانون قيصر. هذا الاستثناء سيمهد الطريق لتوسيع التعاون التجاري والخدمي بين البلدين، كما أنه خطوة نحو رفع العقوبات الدولية بشكل دائم عن سوريا.
إن أي تأخير في التحرك الأردني السريع تجاه الملف السوري قد يتيح المجال لقوى إقليمية أخرى لاستغلال هذه الفرصة، مما سيؤثر سلباً على المصالح الأردنية. لذا، فإن نصيحتي الملحة هي أن تبادر الحكومة فوراً لوضع خطة عملية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية مع سوريا، مستندة إلى المصالح المشتركة والأولوية التاريخية والجغرافية التي يتمتع بها الأردن.