بلال حسن التل يكتب: محادثات اردنية فرنسية حول اللغة العربية
نبأ الأردن -
بثت وكالة الانباء الاردنية - بترا- قبل أيام خبرا مفاده ان وفد مجلس الاعيان الاردني، برئاسة دولة السيد فيصل الفايز رئيس المجلس، وعضوية الاعيان سلامة حماد، وعيسى حيدر مراد رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الاردنية الفرنسية وهيفاء النجار، التقوااثناء زيارتهم الرسمية لفرنسا رئيس معهد العالم العربي في باريس، وان الفايز (أشاد بدور معهد العالم العربي في نشر اللغة العربية في فرنسا وعموم الاتحاد الأوروبي).
وفي ظني ان ما قام به رئيس مجلس الاعيان والوفد المرافق له، لفته حضارية تسجل بماء الذهب، لان العلاقات الحقيقية،والاكثر ثمارا وتأثيرا بين الدول والشعوب هي العلاقات الثقافية ذات البعد الحضاري، الذي تلعب به اللغة دورا محوريا بل الدور الرئيسي، كما فعلت اللغة العربية في قرون سالفة، فهي اللغة التي كانت الترجمة عنها الى اللغات الاوربية سببا في نهضة الغرب وثورته الصناعية،كما اشرت في مقالي السابق، وهو مااكده السيد فيصل الفايز عندما اشاد بدور معهد العالم العربي في فرنسا، متحدثا عن (دوره في التعريف بالثقافة والحضارة العربية وقيمها الروحية والإنسانية، إضافة إلى دوره في تعزيز حوار الثقافات والحضارات والبناء على القواسم المشتركة بين مختلف الشعوب.
مطالبا (بضرورة أن يكون للمعهد دور أكبر في تعريف المجتمع الفرنسي والأوروبي بشكل عام بدور الحضارة العربية في نشر العلم والمعرفة ومختلف العلوم الطبية والإنسانية وعلوم الفلك والرياضيات في أوروبا، إضافة إلى توضيح حقيقة الإسلام القائم على الاعتدال والوسطية، والتأكيد على أن القيم الإسلامية التي تدعو إلى المحبة والتسامح وقبول الآخر واحترام الديانات السماوية) .وكل هذا الذي دعا اليه الفايز مرتبط ارتباطا عضويا وثيقا باللغة العربية، التي حفظت وتحفظ كل هذه القيم والمفاهيم التي تحدث عنها الفايز، حاثا معهد العالم العربي في باريس على مضاعفة جهده لمزيد من التعريف بها، وهنا يبرز دورا مهما للعين عيسى حيدر مراد بصفته رئيسا للجنة الصداقة البرلمانية الاردنية الفرنسية، وبما عرف عنه من دماثة خلق، وقدرة على التواصل و المتابعة والعطاء، فالمطلوب منه ان يكون موضوع اللغة العربية، والتبادل الثقافي والتفاعل الحضاري بندا ثابتا على جدول أعمال اللجنة، على أمل ان تقدم نموذجا تقتدي به سائر لجان الصداقة.علما باننا في المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية على كامل الاستعداد للتعاون في هذا المجال.
ظل ان نوجه الشكر لمجلس الاعيان برئاسة السيد فيصل الفايز على هذه الانعطافة الهامة في مهام واعمال الوفود الرسمية، من خلال الانتباه للابعاد الحضارية في العلاقات بين الدول، واعتقد انها نقطة قوة لنا لأن الترجمة من لغتنا العربية هي سر نهضتهم.خاصة في الغرب.