د . بسام العموش يكتب : (المشهد النيابي المكرر)
نبأ الأردن -
أظن أن الغالبية العظمى من الناس بعيدة عن الاهتمام بجلسات الثقة ، ويعود ذلك لعدة أسباب منها الحرب على غزة واصطفاف العالم الظالم مع المحتل ، والحالة المخزية الموصوفة بالعجز للعرب والمسلمين ، وثمة عامل ثالث وهو تكرار الكلام النيابي تحت القبة مع تبدل الأشخاص . هناك نواب يطالبون بتحكيم الشريعة وهو مطلب قديم من الخمسينات إلى أن وصلنا الى حكومة الرئيس مضر الذي قال ردا" على هذا المطلب : سنتقدم نحو الإسلام . علما" بأن مفهوم تطبيق الإسلام غير واضح لدى الصحوة الإسلامية ولهذا رأينا جماعات إسلامية ، كل جماعة تحمل تصورها حول التطبيق .
وهناك نواب خدماتيون يتحدثون عن المدارس والطرق والمراكز الصحية ونحو ذلك ؛ وهو خطاب له علاقة بالواقع الذي يعيشه الأردنيون من حيث وجود هذه الخدمات أو ضعفها أو غيابها ، وهذا النوع من الخطاب خطاب مناطقي رغم تشابه الحال بين مختلف المناطق مع شيء من النسبية . وهناك نواب يتناولون تشريح الحكومة من حيث تشكيلها وقدرتها وموضوعيتها أو شلليتها ، ووعودها وعلاقة ذلك بسوف المستقبلية .
وبالتالي يناقش هذا النوع من النواب ما جاء في بيان الحكومة وهو بيان غير ملفت فلا جديد حيث تتبلور توجهات الحكومة من خلال الموازنة ووجود العجز وسياسة الاقتراض التي بدأت قبل أن تحصل الحكومة على الثقة !!! وكأنها تقول الثقة تحصيل حاصل !! كيف لا وقد أعلن نواب منح الثقة ، وربط بعضهم الثقة بالتكليف السامي معتقدا" سعادة النائب أنه لا يجوز معاندة التكليف !! مع أن الأمر غير ذلك ، فالثقة تتعلق بنوايا الأداء وليس توسم جلالة الملك بشخص الرئيس الذي نتمنى أن يخدم الأمة وأن يقوم بالواجب حق القيام .
سنرى بعد ساعات حصول الحكومة على الثقة وسيهبط بعض النواب لتقبيل وجنتي دولته كي يحقق لهم ما سيطلبونه لاحقا" لأنفسهم ولذراريهم ولقواعدهم الانتخابية .
على كل حال هذا ليس نقدا" لأصحاب السعادة النواب الحاليين بل وصف للمشهد الذي كنا فيه قبل ثلاثين سنة .
عاش الأردن حرا" أبيا" آمنا" .