جهاد مساعده يكتب: المواطنة والتربية الإعلامية في ظل التحديات الإقليمية

{title}
نبأ الأردن -
تشكل المواطنة في الأردن قاعدة راسخة لتعزيز الهوية الوطنية، وإعداد جيل واعٍ بمسؤولياته تجاه وطنه ومجتمعه. إن تعزيز هذه القيم يُعد استجابة للتحديات الراهنة، ويعكس التزامًا وطنيًا صادقًا تجاه الشباب، الذين يُنظر إليهم كقوة أساسية لدفع عجلة التقدم وبناء مستقبل الوطن.
تركز الجهود المبذولة لترسيخ قيم المواطنة على إعداد جيل يتسم بالوعي بواجباته الوطنية، ويتمسك بهويته الثقافية والاجتماعية. ويُؤمل أن تثمر هذه الجهود في خلق شباب فاعل ومبادر، يساهم بفعالية في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال تعزيز انتمائه للوطن وانخراطه في المبادرات التي تسعى إلى تعزيز مكانة الأردن على المستويين المحلي والإقليمي.
وتعد المناهج التعليمية والسياسات الموجهة نحو الشباب أدوات أساسية في تنمية مهاراتهم وصقل قدراتهم الفكرية والإبداعية. بفضل هذه الجهود، يُصبح الشباب أكثر تأهيلًا للتعامل مع تحديات العصر واستثمار الفرص المستقبلية. هذا الإعداد المتكامل يساهم في تحويلهم إلى نماذج إيجابية تعزز التماسك المجتمعي، وتدعم استقرار الوطن، مما يجعلهم ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الوطنية.
تضطلع المؤسسات الوطنية بمسؤولية كبيرة في تحقيق الأهداف الوطنية عبر إطلاق برامج شاملة تهدف إلى تمكين الشباب وتعزيز شعورهم بالانتماء للوطن. وتبرز التربية الإعلامية كأداة رئيسية، حيث تسهم في تعزيز وعي الشباب بالقضايا الوطنية، وتمكينهم من التمييز بين المعلومات الصحيحة والمغلوطة. من خلال هذه الجهود، تُحصّن التربية الإعلامية الشباب من تأثير الأخبار الزائفة والدعاية المضللة التي قد تمس تماسك المجتمع ووحدته.
ويشكل إدماج التربية الإعلامية في الجهود الوطنية خطوة استراتيجية لتزويد الشباب بمهارات التفكير النقدي وقدرة التحقق من مصادر المعلومات. هذه المهارات تعزز وعيهم بأهمية الحفاظ على القيم الوطنية ونقلها بروح من المسؤولية والوعي. علاوة على ذلك، تفتح هذه المبادرات المجال أمام الشباب للمشاركة الفعالة في الحوار، مما يعزز دورهم كأصوات واعية ومسؤولة تعبر بصدق وشفافية عن قضايا الوطن وتطلعاته المستقبلية.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمن الوطني يشكّل الأساس المتين لترسيخ المواطنة وتعزيز استقرار المجتمع، خاصة في ظل التحديات الإقليمية التي تتطلب تكاتف الجهود لضمان أمن الوطن وسلامته. ويُعد رفع وعي الشباب بأدوارهم الحيوية في حماية الأمن الوطني خطوة أساسية، مع تمكينهم من المشاركة الفاعلة كشركاء أساسيين في التصدي للمخاطر التي قد تهدد النسيج الاجتماعي واستقرار الدولة.
في هذا السياق، تُكمل التربية الإعلامية هذه الجهود من خلال تزويد الشباب بالأدوات الفكرية والمعارف الضرورية لفهم القضايا الوطنية بعمق ووعي. هذا التمكين يسهم في تعزيز دور الشباب الإيجابي في حماية وحدة الوطن، وترسيخ القيم الوطنية، ودعم تطلعات الأردن نحو مستقبل آمن ومزدهر.
إنَّ المواطنة ليست مجرد مفهوم نظري، بل هي جوهر يُعبِّر عن التزام الأردنيين العميق تجاه وطنهم ومستقبلهم. من خلال تكامل السياسات التعليمية وبرامج تمكين الشباب، بالإضافة إلى تفعيل الأدوار المتكاملة للمؤسسات الوطنية، يتم إعداد جيل واعٍ ومؤهل لمواجهة تحديات العصر بثقة. هذا الجيل يتحمل مسؤولية بناء وطن مزدهر ومستقر، ويشارك بفعالية في تحقيق تطلعات الأردن نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير