عبدالله بني عيسى يكتب : عن أحمد حسن الزعبي

{title}
نبأ الأردن -
لم أصنّف أحمد حسن الزعبي يوماً على المعارضة. وحتى حين انضم إلى أحد الأحزاب التي توصف بالتشدد لم أقرأ أو أستمع لتصريح "عنيف" أو "راديكالي" له على شاكلة بعض أعضاء الحزب، وإن كنت تمنيت شخصياً لو أنه بقي بعيداً عن كل الأحزاب، فهو بشخصه شكّل (خصوصاً في بداياته) حالة وطنية فريدة لا تشبه لا المعارضة ولا الموالاة ولا الوسط ولا اليمين ولا اليسار، ولا يتبنى أي أيدولوجيا واضحة المعالم، وميوله الدينية الواضحة لا تتجاوز حالة التدين التقليدي لدى غالبية الأردنيين.
أحمد حسن الزعبي، كاتب برع في الحديث عن أوجاع المواطنين العاديين ويشكلون الغالبية، خصوصاً أنه متجاوز للحسابات المناطقية ويشكل حالة اجماع نادرة على مستوى البلاد شمالها وجنوبها شرقها وغربها. وما قاله وما كتبه يقوله معظم أبناء الوطن، فحديثه عن الفقر والفساد وتردي الحال هو ذاته حديث معظم الأردنيين في مجالسهم الخاصة، ناقصاً منه سيل الشتائم لكن الحكومة لا تعلم.
اختلف مع احمد حسن الزعبي في الكثير من الأمور والمواقف، مع أنني على المستوى الشخصي أحبه وله عندي مكانة خاصة. وأظن أن الشعبية الواسعة التي لم ينلها غيره من الكتاب الساخرين لعقود، أخذته إلى مناطق تمنيت شخصياً لو لم أره فيها، ومن وجهة نظري كانت لديه بعض الأخطاء بلا شك، لكن ذلك لم يجعله معارضاً شرساً للدولة والنظام، ولم يكن ثورياً أو رافعاً لشعارات انقلابية تتجاوز ثوابت الأردنيين، حتى تُسنّ له الرماح! لا سيما أن الدولة تسامحت مع من دعا لتغيير النظام وشتم كل رموزه!.
الدولة الحكيمة تحافظ على الرموز التي يقدرها المواطنون، حتى لو لم تكن مواقفهم تعجب المستوى الرسمي، فمثل هؤلاء ذخر للبلاد في الملمات والشدائد. وفي ظروف معينة حين تصير الحاجة ملحّة لمخاطبة المواطنين وكسب ودهم واستمالتهم في القضايا الكبرى، لن تجد الدولة أمامها إلا من امتلكوا مصداقية حقيقية عند المواطنين ليخاطبوا الناس ويذكروهم بالثوابت، ومن هؤلاء احمد حسن الزعبي الذي أتمنى أن يكون بين أسرته في أقرب وقت.
تابعوا نبأ الأردن على