علي سعادة يكتب: تأنى ولا تتعجّل

العجلة تجر إلى صاحبها المتاعب في القلب والروح .

تأنى وتمهل ولا تتسرع في الكشف عن مكنونات قلبك، لا تحكم على الآخرين من اللقاء الأول، فغالبا ما يكون هذا اللقاء مضللا وخادعا ويفقدك الرؤية بوضوح، ويدفعك إلى التورط في الإفصاح عن نفسك بطريقة تخيف من يلتقي بك، وتجعله يخاف من اندفاعك نحوه.

إذا تعجلت فقد أفرطت وأضعت نفسك.

لا تقل قبل أن تعلم، وتجيب قبل أن تفهم.

في علاقاتك الإنسانية عليك أن تتأنى وتتقنها مثل صانع حاذق، فالبعض يستحق أن تتأنى وتصبر معه وعليه.

لا تندم لأنك كنت على سجيتك وقلت ما بقلبك بعفوية، فقط تعلم أن تتأنى في المرة القادمة فليس كل من تلتقي به يقدر طيبتك ونقاء سريرتك وتواضعك.

تبحث عن الباب لكنك تمر من أمامه دون أن تنتبه لأنك في عجلة من أمرك، أنسج روحك كما يفعل العصفور قشة قشة، مثل قطرات الماء التي تحفر في الصخر بالتكرار والصبر.

ربما من الأفضل لك أن تصمت قليلا وتنصت.

وكما قيل "دع روحك تجذبك بصمت إلى ما تحبه، فإنها لن تُضلك أبدا."