د. تيسير ابو عاصي يكتب: ( حق المسير )

ألفت هذا التكرار الممل من جريان الحياة سريعا مرافقا تتاليا متهافتا من تعاقب الأيام ، هي ميكانيكية نشطة تستقبل لحظات ما يداهمنا على حين غرة من قادم الزمن تعتصره وتعاقره فتوضبه وتلقيه في مهاوي الأمس .

 نمارس نحن لعبة العمر ، نعدو معا وندرج في ملاعب العبث ؛ نعتلي اجنحة الحراك ونبض المبادرة ولهو الصخب ، نقتنص الفرح من براثن الكمد والبؤس ، نتفلت من شباك السكون ومقارعة الذات وسياط التبرير ، نستحم بنسيم دافئ يربت على قلقنا وأرقنا وكوابيسنا فنعتلي صهوات غيم وسراب ، نسافر من فضاء الى فضاء ، يأخذنا بريق ندى يفترش أكمام وردة ، يباغتنا شعاع يتحرر من غياهب الشرق ؛ تصفق له أجنحة الطيور ويرف له شغاف القلب وترقص براءة الاحداق حافية القدمين على رتم ما تيسر من الفرح .

 ها هي الأيام تمضي كنهر يجري يأخذنا في تسفاره دون هوادة ، لا يتوقف فلا نتوقف في محطات او على قارعة الضفاف ، فالتوقف فيه تنبت اشواك اليأس والتراجع وتتوثب أنياب الضواري ومخالبها .

 حق المسير متاح لمن يفرغ جعبته من ملامح أي علامة استفهام ولا يأبه لكل علامات التعجب .