زهدي جانبيك: تصريحات الرئيس بشرالخصاونة حول اقتصاد رمضان
نبأ الأردن -
اقتصاديا، وعلى مؤشر الحرية الاقتصادية لعام 2023 يقع الاردن بالمركز 87 من 177 دولة، وفي المركز 71 من 175 دولة على مؤشر حرية التجارة العالمي، وبعد تصريحات رئيس الوزراء الاقتصادية بالامس القريب يجب ان
نتحدث بصراحة:
وقبل ان نبدأ باي شيء لا بد من الاشادة بالحكومة لانتباهها الى موضوع الاسعار ومحاولتها اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل الشهر الفضيل ب 60 يوما. وهذه نقطة تحسب للحكومة...
ولكن:
وقبل ان نبدأ بساحة الحكومة لا بد من ان ننزل بساحتنا قليلا:
لا ادري متى سنفهم ان رمضان الكريم شهر الصيام والصبر ... شهر يقل فيه الطلب على الطعام ولا يزيد... شهر تنخفض فيه الوجبات اليومية الى وجبتين وليس شهر الفجع والجشع ومضاعفة الطعام.
هذا فيما يخص المستهلكين، اما التجار فاذكرهم ان هذا شهر التقوى والزكاة والتصدق ، وليس شهر الجشع والاحتكار ورفع الاسعار واستغلال حاجة المستهلكين... وحتى لو كانت تقديرات وزارة النَّقل ووزارة الصِّناعة والتَّجارة والتَّموين، حسب تصريحات الرئيس الخصاونة صحيحة بأن كُلف شاحنات النَّقل ارتفعت ارتفاعاً بواقع (160 – 170%) تقريباً للشَّاحنات القادمة من جنوب شرق آسيا، و (60 – 100%) للشَّاحنات والكونتينرات الواردة من أمريكا الشَّماليَّة وأوروبا، بالإضافة إلى رسوم تأمين البضائع المستوردة التي ارتفعت هي الأخرى.
فان كل هذا لا يبرر رفع الاسعار في رمضان الكريم تحت مبرر الربح المشروع الذي اعطاكم اياه الخصاونة... وبدل تفعيل المبررات التي ذكرها خذوا من كلامه ما ذكركم به : (أنَّ القطاع الخاص التِّجاري والصِّناعي والسِّياحي في جُلِّه الأعظم كانوا دائماً على قدر كبير من المسؤوليَّة، وارتضوا بأن تكون هوامش الرِّبح معقولة، مضيفاً: "هذا قطاع وطني نحيِّيه على ذلك دائماً”.... وكونوا عند املنا وامله بكم كما انتم دائما.
ولكن الامور ليست كما وضعها الرئيس الخصاونة تماما:
وارجوا الانتباه لطفا،
يقول الحاج ابو هاني ان عقدة المنشار هي ارتفاع اجور النقل والتأمين نتيجة العدوان على غزة والاوضاع القائمة في البحر الاحمر. وما سينجم عنها من موجة تضخم (وارتفاع الاسعار) ذلك ان 15% من التجارة العالمية تمر من باب المندب. وعلى الرغم من ادراكي التام لتأثير العمليات الحربية في باب المندب على التجارة الاردنية والاسعار العالمية بشكل عام ، الا ان الموضوع حمال اوجه ولا بد لنا من تناوله من بعض اوجهه الاخرى.
اولا: طرق التجارة من والى الاردن.
تقول الحكومة ان 65% من واردات الاردن تمر عبر باب المندب ...ساصدق ذلك لكن اذا علمنا ان بيانات 2021 التجارية تقول ان وارداتنا من الدول التالية تعادل 56.65% من مجمل وارداتنا من العالم (السعودية 13.8% ، من الامارات 10.9% ، من تركيا 3.34% ، من الولايات المتحدة 5.31% ، من روسيا واوروبا 18% ، من مصر ودول افريقيا الشمالية والشرقية 3.5% ، من الكويت والدول الاسيوية القريبة من الخليج العربي 1.8% ،) واذا اضفنا اليها 29% من الواردات من الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان التي يمكن ان تصل الينا من خلال موانيء الخليج العربي ايضا يصبح مجموع وارداتنا التي يمكن ان تصل الاردن من خلال الطرق البديلة التي اعتمدناها في الاردن دون المرور بباب المندب 86% من مجمل وارداتنا.
وجميع هذه الدول لا تحتاج الى العبور من باب المندب ويمكن وصولها الى الاردن من خلال الطرق المبينة تاليا والتي تم اعتمادها من قبل الحكومة الاردنية. وهذا يحيد اثر العدوان الاسرائيلي على غزة والوضع في البحر الاحمر ويخفف بشكل كبير جدا من الاثر التضخمي على اسعارنا. علما بان هذه الطرق قد تفتح لنا افاقا وفرصا جديدة.
بعيدا عن الشحن الجوي، فان طرقنا البرية والبحرية معروفة وواضحة ويتم تحديثها من قبل الحكومة من آن لأخر. فمثلا بتاريخ 10/12/2023 قرر الأردن الاستغناء عن استخدام ميناء حيفا لتصدير البضائع الأردنية إلى الولايات المتحدة ودول أخرى، مع افتتاح خط تصدير لنقل البضائع من ميناء العقبة برسوم شحن أقل، وتكاليف نقل أقل، و في نفس الإطار الزمني عن طريق الموانيء المصرية. حيث تبلغ المسافة البحرية بين ميناء العقبة وميناء نويبع المصري 15 كيلومترا ومنها بالبر لتصبح المسافة من العقبة الى الإسكندرية: 1130 كيلومترا ، ومن العقبة الى بورسعيد: 1200 كيلومترا، ومن العقبة الى دمياط: 1250 كيلومتر.
علما بان المسافة من موانئء الامارات الى عمان الاردن 2034 كيلومتر ومن موانيء البحرين الى عمان الاردن 1547 كيلومتر، ومن موانيء السعودية على الخليج العربي الى عمان الاردن 1629 كيلومتر.
وجميع هذه الطرق بالاضافة الى انها تزيد من التعاون العربي فهي مفيدة استراتيجيا في تخفيف الاعتماد على العدو الاسرائيلي بموضوع الاستيراد والتصدير.
من ناحية اخرى:
بتاريخ 10/1/2023 قالت وزارة المالية الإسرائيلية إن كونسورتيوم تقوده مجموعة أداني الهندية (حصتها 70%) أكملت شراء ميناء حيفا في شمال إسرائيل مقابل 1.15 مليار دولار ومسافة الرحلة البرية من دبي إلى ميناء حيفا، تُقدر بـ 2550 كيلومترًا برا. ومن المؤكد ان الهند لم تتملك ميناء حيفا الا وفي تخطيطها الاستراتيجي استخدام هذا الطريق الذي يمكن ان يكون تسهيل استخدامه امام الهند مستقبلا ورقة تفاوض بيد الاردن.
وفي الختام هذه بعض المؤشرات التجارية الاردنية الدولية:
في عام 2021، كان الأردن الاقتصاد رقم 90 في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي (بالأسعار الجارية للدولار الأمريكي)، والرقم 89 في إجمالي الصادرات، والرقم 75 في إجمالي الواردات، والاقتصاد رقم 133 من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي (بالأسعار الجارية للدولار الأمريكي) والمرتبة 62 من أكثر الاقتصادات تعقيداً بحسب مؤشر التعقيد الاقتصادي (ECI).
أهم صادرات الأردن هي:
الأسمدة (البوتاس) (1.2 مليار دولار)، والملابس (860 مليون دولار)، وفوسفات الكالسيوم (672 مليون دولار)، وحامض الفوسفوريك (635 مليون دولار)، والأدوية المعبأة (507 مليون دولار)، وتصدر معظمها إلى الولايات المتحدة (3.13 مليار دولار). والهند (1.58 مليار دولار)، والمملكة العربية السعودية (1.29 مليار دولار)، والعراق (615 مليون دولار)، والصين (486 مليون دولار). في عام 2021، كان الأردن أكبر مصدر لمشتقات الفينول في العالم (260 مليون دولار).
أهم واردات الأردن هي:
السيارات (1.59 مليار دولار)، والبترول المكرر (1.09 مليار دولار)، والذهب (1.08 مليار دولار)، والنفط الخام (956 مليون دولار)، ومعدات البث (727 مليون دولار)، وتستورد معظمها من الصين (4.17 مليار دولار)، والمملكة العربية السعودية (3.39 مليار دولار)، والإمارات العربية المتحدة (2.69 مليار دولار)، والولايات المتحدة (1.31 مليار دولار)، وتركيا (821 مليون دولار).
ملاحظةعلى الهامش:
دولة يشكو معظم سكانها من الفقر والبطالة والحاجة ، كيف تكون السيارات في صدارة السلع التي تستوردها؟؟؟
و اذا استثنينا البترول، الذهب السلعة الثانية في الصدارة (45% من سويسرا، و 31% من الامارات، و17.7% من اندونيسيا، و5.7% من ايطاليا ؟؟؟

























