زهدي جانبيك يكتب :الاخوان المسلمون في الاردن

{title}
نبأ الأردن -
وصلني قبل ايام 4 اتصالات هاتفية تتحدث حول الاخوان المسلمين وذراعهم السياسي في الاردن: حزب جبهة العمل الاسلامي، والاستعدادات لخوض الانتخابات النيابية القادمة (ما بين تموز وتشرين اول القادم) كما اكد الملك ورئيس الوزراء.
واليوم قرأت مقالة تقطر سما تحاول الحاق اقصى ما يمكن من الاذى بالاخوان المسلمين وحزبهم السياسي في الشارع الاردني .
قبل خمس عقود كان الاخوان هم الانشط سياسيا في ناعور (مسقط رأسي)، وكان حزب التحرير الذي كان وما زال محظورا الى الان يحاول ان يلحق بهم لكن دون جدوى.
وكان الاستاذ داود قوجق احد قادتهم حينها من سكان ناعور، والاستاذ عبد الحفيظ علاوي مدير مدرسة ناعور الثانوية احد قياداتهم الميدانية فعالا جدا في استقطاب معلمين المدرسة وطلابها للالتحاق بكوادر الاخوان ... ولكننا كمراقبين كنا نعلم ان بعض الطلاب والمعلمين كانوا يتبعون مديرهم مجاملة وتملقا ولتحقيق مصالحهم الشخصية...
ومع ذلك لا يمكنني ان انكر انهم كانوا (الاخوان) الاكثر فعالية ونشاطا وتاثيرا وتواصلا مع الشباب خصوصا ومع المجتمع بشكل عام.
قبل عقد ونيف من الزمان جمعتني علاقة مختلفة تماما بجماعة الاخوان وحزبهم فقد كنت حينها مديرا للامن الوقائي وكانوا هم في اوج نشاطهم الميداني في الشارع وكان علينا التعامل مع تطورات الاحداث في مصر وسوريا وتونس وليبيا ودول مجلس التعاون الخليجي وعلاقتهم بالاخوان من جهة واثر ذلك على الشارع الاردني بما في ذلك احداث مسجد رابعة من جهة اخرى ... مما اتاح لي الاطلاع على الجماعة والحزب بتعمق اكثر وبشكل مختلف ...والاشتباك معهم في حوارات ومحادثات للمحافظة على امنهم وامن الشارع الاردني في حينها.
ادعي بأنني قرأت لهم وعنهم وعليهم عشرات الكتب والمقالات ومئات ان لم يكن الاف التقارير والمنشورات والدراسات. وكونت عنهم رأيا يصلح ان يكون اساسا لتقييم ادائهم او ان شئتم تقييمهم.
عودة الى صدر هذه المقالة حول الاتصالات والمقال والانتخابات:
اطلعت على نتائج ثلاث استطلاعات رأي وبحوث مسحية في لبنان وفلسطين والاردن حول الحرب على غزة ... جميع هذه الاستطلاعات تقول ان شعبية حماس ترتفع بشكل مستمر في الاردن وفلسطين ولبنان وان التعاطف معهم في تزايد...
من الخبرة والتاريخ كلما زادت شعبية حماس ارتفعت شعبية جماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي في الاردن. ...
المشكلة ان الاخوان والحزب لا يحسنون استثمار ارتفاع هذه الشعبية (هذا رأيي) والعمل على ادامتها والمحافظة على نموها وازديادها ، هذا من جهتهم.... اما من جهة الحكومات الاردنية المتعاقبة فيلاحظ المراقب انه كلما زادت شعبية الاخوان والجبهة في الاردن ، ازداد التضييق عليهم من جهة وانطلقت (او/و تم تحريض) حملات التشويه الاعلامي ضدهم ، ومن امثلة ذلك المقال المسموم الذي وصلني اليوم، وسيتبعه الكثير من المقالات المسمومة.
ولكن...
هذه المرة سيكون الهجوم اكثر حدة على الاخوان والجبهة لسببين:
- السبب الاول استمرار الحرب على حماس واستمرار ارتفاع التعاطف معها، والذي سينعكس على التعاطف مع الجماعة في الاردن.
- والسبب الثاني الازدياد المستمر لحركة الحزب في الشارع الاردني دعما لحماس وما يسببه من تعاطف متزايد مع الاخوان والجبهة في الشارع.
طيب وشو المشكلة؟
المشكلة ان الانتخابات النيابية الاردنية على بعد 6 الى تسعة اشهر... وفي ظل هذه الاجواء السياسية والمجتمعية تزداد شراسة الحملة ضد حزب الجبهة لاستفزازهم بالرد اعلاميا ومن الممكن اكثر من ذلك.
وفي حال فشل هذه الحملات في تحقيق نتائج سريعة ميدانيا سنكون امام خيارات صعبة بدأ التهامس حولها ليس اقلها التمديد للمجلس الحالي بحجة الحرب على غزة لمدة من 6 شهور الى سنتين.
او ... وهذا الاسوأ، ان يتم تفعيل جميع القوانين التي تم اقرارها لاعتقال ومحاكمة القيادات الحزبية والاخوانية لضمان عدم ترشحها في الانتخابات القادمة.
الخيارات الممكنة امام الجبهة والاخوان احلاها مر:
فاما ان يضبطوا الايقاع ويتوقفوا عن النشاطات الشعبية او يخففوها الى المستويات الدنيا ، ويخسروا التعاطف الشعبي المتنامي وهذه خسارة سياسية ...
او يستمروا في استثمار الموقف السياسي ويغامروا في احتمال التصعيد ضدهم للحد من نشاطاتهم ووقف تنامي شعبيتهم وصولا الى تأجيل الانتخابات النيابية ان لزم الامر.
بكل الاحوال هذا الشتاء سيكون ساخنا، وقد يأتينا بمفاجآت
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير