وائل منسي يكتب: الديمقراطية الداخلية ركيزة أساسية لمؤسسات سياسية قوية قابلة للنمو

{title}
نبأ الأردن -
تلعب الديمقراطية الداخلية في المؤسسات السياسية دورًا محوريًا في تعزيز الحوار وترشيد الخطاب وعقلنته، كما أنها تساهم في التثقيف السياسي وتصعيد قيادات شبابية مستقبلية.

فعندما تتسم المؤسسات السياسية بالديمقراطية الداخلية، فإنها تخلق بيئة تشجع على الحوار والنقاش المفتوح بين مختلف الأعضاء، مما يؤدي إلى إثراء الأفكار وتطوير الرؤى. 
كما أنها تساهم في تعزيز ثقافة التسامح والقبول بالرأي الآخر، مما يساعد على خلق مجتمع سياسي أكثر استقرارًا.

وعلى المستوى الشخصي، فإن الديمقراطية الداخلية تمنح الشباب فرصة للمشاركة في صنع القرار والتعبير عن آرائهم، مما يساعد على تنمية روح القيادة لديهم وإعدادهم لتولي المناصب القيادية في المستقبل.

وخاصة أن المجتمع معظمه شباب ونسبة من هم تحت سن ٣٥ يشكلون ٦٥% ، وإذا علمت أنه سنويا يتخرج من الثانوية العامة ربع مليون طالب، وأن عدد الطلاب في الجامعات الرسمية والخاصة وكليات المجتمع الآن يقارب النصف مليون، فالأجدر الاهتمام بهم.

وأن أي رسائل سياسية واعلامية يجب أن توجه لهم، لجذبهم واستمالتهم، وليس للنخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ التي باتت أدواتهم تقليدية؛ ولا يثق بهم المجتمع ولا يسمع لهم.

 وبعضهم القليل أعمدة خبرة وأصحاب حكمة، هؤلاء الصفوة يجب أن يكونوا مساندين للقيادات الشابة الصاعدة، ودائما خلفهم.

وإذا أخذنا بنظرية القدوة بالوعي والممارسة، فإن الديمقراطية الداخلية تصبح مثالًا يحتذى به أمام الشباب، فمهما قرأ الشباب عن الأخلاق الفاضلة والديمقراطية الداخلية، فإنها ستظل غامضة في أذهانهم، ما لم يروها في سلوكيات الكبار.

أما على العكس من ذلك، فإن الدكتاتورية الداخلية والتحكم بالرأي والسلطة شبه المطلقة والتفرد والنرجسية الفكرية والسياسية، تعطل وتدمر المؤسسات السياسية، ومع الوقت تندثر هذه المؤسسة ومصيرها الفشل.

وفي ظل التحديات التي تواجهها المجتمعات العربية، فإن الديمقراطية الداخلية أصبحت ضرورة ملحة لتعزيز الاستقرار السياسي وبناء مؤسسات سياسية قوية قادرة على مواجهة هذه التحديات.

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير