ميسر السردية تكتب: الجمعة فاصل ونواصل

{title}
نبأ الأردن -
هبط الليل وانتهى يوم الجمعة، بين جمعتنا وجمعة غزة مسافات حزينة ،استقبلنا صباحها بتبادل رسالة مزينة بالخط العربي وضمة ورد وعبارة جمعة مباركة، هم استفتحوا صباحهم بقنص دبابات وانتشال جثامين من تحت قصف ليلي.

 ارتشفنا فنجان القهوة على صدى صوت سيدة  تقول :اللهم اخلفني في مصيبتي وأخلف لي أخيراً منها، غيرنا شراشف أسرتنا ونعمت اجسادنا بحمام منعشٍ،وتحلقنا حول فولنا وحمصنا وصوبتنا على هدير الغسالة.

نأكل ونراقبهم، وهم ينفضون أطراف خيمة دهمها مطر أول أمس، وصورة أخرى لإطفال حول امرأة توقد النار في سطل.

  عاد الرجال من صلاة الجمعة، لم نناقش فحوي الخطبة، بخار طاسة المقلوبة لامس سقف المطبخ، مرة أخرى، قال رب البيت: إرفعوا صوت التلفزيون،طقطقة ملاعقكم غطت على صوت المحلل الاستراتيجي.

ساد حديث الحرب على اطباق السفرة، كم لواء انسحب حتى الآن؟ ماهي نتائج خلافات الكابينت على مجريات الحرب؟ سخرنا من العدو وشمتنا بقياداته،حللنا بدورنا موازين القوى والتوقعات على كافة الساحات، على قولة" فش محلل احسن من محلل"، كلنا صرنا نعرف نقاط ضعف الميركافا، وسعة ناقلة الجند، وكلفة مدرعة النمر،  ودقة اصابة قذيقة الياسين 105، و صاروخ البركان.

شكمنا كروشنا المتخمة بوجبة دسمة، بإبريق شاي،معطرا بالمرمرية، وضعنا الأسئلة حول مصير جمعتهم على رف الإعتياد. إرتخى كل منا في مكان قيلولته المفضل ، وغططنا بنوم عميق وشخير على مستوى الحدث .

 رائحة البخور تنبعث من أركان بيتنا، نحن نُبخر ونتمتم كل جمعة، نخاف الجن والعين والحسد، "داخلين على الله" من عين جارتنا أم خالد أقوى من قنبلة فسفورية..

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير