د. تيسير أبو عاصي يكتب: ( بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ )

نبأ الأردن -
على همس قادم من اوسلو يوحي بقرب اتفاق على وقف اطلاق النار على مراحل ثلاث بوساطة مصرية قطرية ، ندنو من اعياد السلام : الميلاد ورأس السنة .
بطاركة ورؤساء الكنائس في مدينة القدس المحتلة قد اعلنوا إلغاء الفعاليات الاحتفالية بعيد الميلاد المجيد لهذا العام، واقتصارها على الصلوات والطقوس والشعائر الدينية، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة .
بذات الوقت فإن الكنائس في الداخل الفلسطيني قد اثبتت سابقا لغير مرة جاهزيتها لاقامة الصلوات الاسلامية فيها كلما احتاج الأمر ذلك كجزء من ممارسة طبيعية تؤكد مرة إثر اخرى وحدة الشعب الفلسطيني على اختلاف انتماءاته الدينية .
المطران الوطني عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في فلسطين يخاطب مسيحيي العالم بأن احتفاءكم بالعيد ينقصه شيء هام وهو أن تتحقق العدالة في أرض الميلاد لكي ينعم أطفال بيت لحم وأطفال فلسطين ببهجة العيد وفرحة كما هم أطفال كل العالم .
وايضا فإن مجلس الكنائس في الأردن كان قد قرر إلغاء جميع الفعاليات والأنشطة ومظاهر العيد والإكتفاء بالصلوات احترامًا وإجلالًا لدماء الشهداء وإبادة أطفالنا الأبرياء في فلسطين .
إن جهاد اهلنا في غزة هو أقصى صور الجهاد ، فإن الأرواح والمهج وكل ما يملكون قد استحال الى مدن من الركام ، كان المخيم هو المأوى المؤقت لكل من فقد بيته فتشرد ، لكن مخيمهم هم قد اصبح حدوده العتمة والخوف والبرد والتشرد والأرض والسماء .
يبقى أملنا العتيق المتجدد في ان ينهض من بين مشاهد تلك التضحيات التي تدمي القلوب هذا المارد الفلسطيني الجبار ؛ وها هو قد نهض يبتغي نصرا مؤزرا لقضيته العادلة مكافحا مكابدا نحو استعادة حقوقه التاريخية المغتصبة من الاحتلال الصهيوني الغاشم ، ليعود الفرح الى سواقيه
والأعياد الى دروبها
والنشوة الى شعبنا الطيب الأبي
بهلاله وصليبه .