زيد الدهامشة يكتب : ماذا يحدث على الجبهة الشمالية

{title}
نبأ الأردن -
إيران لاعب شطرنج قوي حيث استطاعت أن تجعل لها بيادق وقلاع في كل المنطقة من خلال عدة سياسات سواء خشنة كانت ام ناعمة.
أهم قطعة من قطع إيران هو حزب الله الذي يعتبر الملكة على لوح الشطرنج الإيراني، يليها نظام بشار الأسد المترنح بالبراغماتية حيث مصالحه تكون، وفي الجنوب السوري نرى المليشيات الفاطمية التي تنحدر من أصول أفغانية ومليشيا الزينبيون الذين هم من أصل باكستاني وتواجدوا جميعا في سوريا نتيجة جهود إيرانية لدعم نظام الأسد، هذه المليشيات تحتاج إلى تمويل للبقاء والتوسع، وعلى غرار حزب الله لم تتمكن إيران من دعم هذه المليشيات بالقدر اللوجستي الذي استطاعت تقديمه لدعم حزب الله، واستمرت المليشيات بالتوسع واحتاجت إلى تمويل أكثر الذي لم تتمكن إيران من توفيره، لكن وفرت حلولا لتتمكن هذه المليشيات من الاعتماد على نفسها في توفير جزء من السيولة، وكانت من هذه الحلول هي بيع المخدرات للدول المحيطة على نفس الوتيرة التي استطاعت عصابات الكارتيل اللاتينية تمويل تحركاتها ودعم نفسها حتى أصبحت تناهض حكومات وجيوش بقوتها العسكرية.
اتجهت هذه المليشيات إلى نفس التوجه الذي اتخذته تلك العصابات، بل واستطاعت دراسة الأسواق المحلية وأشهر أنواع المخدرات المستهلكة فيها، وتمكنت من الحصول على وصفات لمواد للكبتاجون إضافة إلى الخبرة التي مكنتهم من صناعة جميع أنواع المخدر المستخلص من مادة الأفيون، الذي اشتهرت زراعتها في مناطق باكستان وأفغانستان.
بعد أن تمكنت هذه المليشيات من صناعة المخدرات المستهلكة بالمنطقة اتجهت إلى بيعها في جميع الأسواق، ورفدتها إيران بالخبرات الأزمة وأجهزة التواصل والاستطلاع، وتمكنت من الحصول على المركبات التي تساعدها في الوصول إلى المناطق المستهدفة كالأردن والسعودية ولبنان، اتضح لهذه المليشيات أن الجهود التي بذلتها تلك الدول لتطهير مجتمعاتها من آفة المخدرات خلقت فراغا في الأسواق ليتمكن هم من ملء هذا الفراغ وإشباع السوق بالمخدرات الرخيصة ذات المرابحة السهلة، انعكست هذه المرابحة السهلة على موازنات المليشيات وبدأت الأموال بالتدفق على خزائنهم مما مكنهم من توسيع دوائر نفوذهم وتجنيد العديد من المساكين المتضررين من الحرب في سوريا للعمل في مصانع مخدراتهم التي بدأت بزيادة الإنتاج، وعلى الطرف الآخر لنفس المعادلة استطاعت إيران برفد هذه المليشيات بطائرات الدرون وأجهزة الاستطلاع والرصد الحديثة لتحقيق أكبر توسع لتلك المليشيات التي تدين بالولاء لإيران.
كيف تستفيد إيران من تلك المليشيات؟ تسعى إيران إلى تحقيق أكبر نفوذ في المنطقة لزيادة قوتها، وتتعامل إيران مع المليشيات على أنها قطع مضافة على لوح الشطرنج الخاص بها لتتمكن من الضغط على المعادين لها أو لخططها التوسعية على حساب الدول المحيطة، وأيضا تضغط إيران بهذه المليشيات على إسرائيل التي تشكل خطرا حقيقيا على المشروع النووي الإيراني، وتتحرك إيران على خطى الحرب الباردة وذلك عن طريق خوض حروب بالوكالة ودعم جهة معينة في صراع معين لتحقيق أكبر نفوذ ، كما دعمت الحوثيين ضد الجيش اليمني، ودعمت حزب الله ضد الجيش اللبناني، ونظام الأسد ضد الجيش الشعبي، الذين هم كلهم يدينون بالولاء لإيران الآن.
كيف على الأردن مواجهة خطر امتداد تلك المليشيات الإيرانية؟ على الأردن التركيز على تحصين جبهته الشمالية  والتعاون مع المتضررين من الخطر الإيراني لتشكيل قوة دفاعية مشتركة هدفها الحفاظ على أمن المنطقة، ومن المفيد أيضا أن يحرك الأردن بعضا من قواته بالتعاون مع حلف الناتو لضرب مواقع تلك المليشيات والعمل على التخطيط لما يسمى بمنطقة البفر زون او المنطقة العازلة بين الحدود الجنوبية السورية والشمال الأردني.
حمى الأردن ملكا وشعبا.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير