زهدي جانبك يكتب: ابو حسن... احسن

نبأ الأردن -
هكذا قال (احسن) عندما قال له ابو زيد بأنني احب ان اناديك ابو حسن، دون القاب، فاجابه بعفوية: أحسن.
عرفته قبل 25 سنة، كان وقتها يحسِّن أرشيف الديوان، وكنت انا رئيس شعبة تقييم الضباط،... وبموجب وظيفتي كنت التقيه تقريبا بشكل شهري لمتابعة أمور عملي في الديوان الملكي بما يتعلق بشؤون الضباط...
لم ادخل مكتبه الصغير حينها الا وكانت الملفات والمعاملات تشغل كل مكان في المكتب، وقلما وجدت مكانا لاجلس، الا ان ابو حسن كان يزيل بعض الملفات عن احد الكراسي لأتمكن من الجلوس بانتظار ان يقوم هو بتوقيع البريد المطلوب من رئيس الديوان حينها، فيما يتعلق بالارادات الملكية السامية الصادرة بخصوص ضباط الأمن العام...
مكتب ابو حسن (يوسف بيك حسن العيسوي)، كان المكان الوحيد في الديوان الذي يمكن أن اتناول به كاسة شاي جيشي دون أن أخشى تسرب معلومات عن قرارات مجلس الوزراء التي تحتاج إلى توشيحها بالارادة الملكية السامية.
كنت اصل الديوان الملكي مبكرا، بين الثامنة والتاسعة صباحا وانا متأكد أنني سأجد ابو حسن، أو اصل متأخرا بعد الثالثة عصرا، واجد ابو حسن أيضا... دائما مبتسماً، لا يشكو، ويعمل ما بجهده لانهاء معاملاتي وإزالة كل المعيقات من طريقي...
ابو حسن، خدم في القوات المسلحة مايقارب ال40 عاما، وما يقارب ال 28 عاما في القطاع المدني... دون كلل أو ملل، يوصل الليل بالنهار... وقد عرفته لمدة 25 عاما منها... وما زال ذلك الرجل الدمث المبتسم الجاد في عمله...
لسبب ما، لا أعلمه تم اختياري لاكون مندوباً للامن العام في غرفة عمليات الديوان الملكي الهاشمي التي بوشر العمل بها يوم وفاة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال رحمه الله ... وكانت الغرفة خلية عمل مستمرة على مدار الساعة لمدة اسبوع لاتمام مراسم الجنازة واستقبال ضيوف الأردن ومن يرافقهم من وفود وحرس واذونات دخول سلاح وكل ما يتعلق بهذا الأمر من ترتيبات إدارية... ورأيت آلية عمل لم أرى مثيلا لها في حياتي...
60 ملك وسلطان ورئيس حكومة ودولة، واكثر من 15 رئيس سابق ومائة وفد حكومي و 6 رؤساء منظمات دولية من أكثر من 120 دولة...
اكبر تجمع من نوعه في العالم... رأيت ابو حسن يعمل كالساعة، وللحق كانت كل فرق العمليات يعملون كذلك...
اليوم، كنت من ضمن مجموعة من الزملاء والزميلات الأفاضل من مجموعة نبأء الأردن... التقيت ابو حسن مرة جديدة واقترحت عليه امرين اثنين :
الأول: مشروع أحياء الشهداء. وسبق ان كتبت عنه كثيرا.
الثاني: مشروع استحداث قانون أو تعليمات ملزمة لكل من يدخل الأردن من الأجانب لكتابة تعهد بالاعتراف بدولة فلسطين للحصول على الفيزا أو الإقامة أو الجنسية الاردنية.
وكالعادة آمل خيرا...