د .تيسير ابوعاصي يكتب: " تفاوض فلسطيني فلسطيني "

نبأ الأردن -
إن ما يجري من قتل صهيوني، ودمار وتهجير وتيتيم وتثكيل يمارَس على الشعب الفلسطيني في غزة. وبالمقابل مقاومة باسلة من القوى الفلسطينية، وتضحيات بكل النفائس من الشعب الأعزل المكابد المضحي المحاصر في غزة، في العتمة والبرد والجوع.
لا بد أن تنتهي تلك الجرائم ولو بعد حين؛ ليُفضي إلى ممر يدلف إلى طاولة المفاوضات، ولكن:
أليس أولى أن تكون طاولة المفاوضات من صناعة عربية، ومن خشب محلي مشغول بأيادٍ فلسطينية واثقة من تقنيتها وخلوها من مسامير بارزة الرؤوس أو من دفائنَ ونصالٍ متربصةٍ؟
أليس أولى أن يتحلَّق، حول طاولة المفاوضات، أركانُ الشعب الفلسطيني، والقوى التي تشكل هيكلية منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها مع المقاومة الفلسطينية في غزة (الجهاد الاسلامي وحماس) متكئة على مستجد إيجابي عربي وعالمي في تاريخ القضية؟
بكل تأكيد، فإن التفاوض البيني الفلسطيني سيأخذ، لربما لأول مرة مساقًا جديدًا ما بعد أحداث غزة وصمودها، وتمكن المقاومة وبكل جلاء، لتكون أكثر صلابة وتأثيرًا واقتدارًا على التلاقي حول مجموعة من عناصر القوة أكثر بألف مرة مما كان قبلها، إذا تمَّ ذلك، فستشكل برمتها قاعدة مادية صلبة جامعة للتأسيس لخطاب واقعي مانع متماسك قادر على الفرض بندية لا بالاستجداء والإذعان الذي تنبتُ من بين أخاديد ضعفه تراجعات واتفاقات الاستسلام .
فلربما ميازيب الخلاف والاختلاف والتعثر تنشأ في أجواء تخلو من عناصر القوة اللازمة التي يشتد بها الأزر والعضد الفلسطيني، وتتسع بها مساحة المخارج وبرامج التحرير والاستقلال المتاحة.
إن توحيد الصف الفلسطيني ضرورة يقتضيها مستقبل القضية، ولربما فيها الإضافة الإيجابية المشرفة في ميزان جملة التفاهمات على المستوى الإقليمي والدولي.