د. لينا جزراوي تكتب: دَرْس فِلِسطيني، في الكرامة

{title}
نبأ الأردن -
كثيرة هي الرسائِل التي أراد طوفان الاقصى توصيلها للعالم ، وعميقة دروس غزّة  اليوم ، لقد اعاد هذا الطّوفان الغزاوي الدّماء الى شراييننا ، ونحن نشهد بطولة أسودِه في القِتال وجها لوجه وعلى الأرض من أجل دَحْرِ المُحتّل الصهيوني البربري ، ومع كل الأمل الذي بعثه طوفان الأقصى في الوجدان العربي ، فإن الثّمن الذي يدفعه الغزاويّون لا يُقدّر بثمن .  قلبي مع كل فلسطيني  يعيش اليوم  تحت نَير الاحتلال وغلّه ووحشيّته، روحي مع كل امرأة وطفل وشاب وصبية ورجل في غزّة ، لكني واحدة من ملايين الفلسطينيين الذين يُتابعون عن بُعد ما يجري ، وأخجل من عجزي عن تقديم ما هو أكثر من التعاطف ، والدّعوات ، والكِتابة . لكن ما بعث في نفسي الأمل هو الشّعور العربي الموحّد الذّي خرج من تحتِ عباءات الأنظِمة المُتخاذلة ، هذا الشعور  الذّي عبّر عنه الفلسطيني في كلّ مكان ، فليس الفلسطيني من يعيش في فلسطين فقط  ؛ بل  هو من يحمِل فلسطين  معه أينما حلّ ، وأينَما سكن، لقد أثبت طوفان الأقصى أن السوري فلسطيني ، والأردني فلسطيني ، واللبناني فلسطيني ، والمصري، واليمني ، والليبي ، والتونسي، والمغربي، والجزائري والكويتي والسعودي ، كلهم لا يعيشون في فلسطين لكن فلسطين تعيش  فيهم . إنّ عمليّة  طوفان الأقصى أحيَت الأمل لدى ملايين الفلسطينيين في دول الشتات والمنافي والمخيمات بالعودة  ، وأسقطت أسطورة الصهاينة :  "بأن الكِبار سَيموتون  والصّغار سَينسَوْن"  فلا تعتقدوا حتّى في أحلامكم أن الفلسطيني ينسى فلسطين ، فهو لا يموت إلّا وقدّ سقى أطفاله حُبّ فلسطين وجرّعهم حُلم العودة لأرض أجداده مع حليب أمّهاتهم . أمام الواقع العربي المهزوم الذّي نعيش لم يَعُد ثمّة مناص من صِناعة الإنتِصار ، فليَلعَنْ الفلسطيني ضوء الشّمعة الّتي عاش عليها لتُضيىء الظّلام العربي الحالِك  ويخرُج لاكتِشاف مَنبع الشّمس ومَصدر الضّوء ، فالذّاكرة الفلسطينيّة اليوم تُؤدِّب  العالم  وتُعلّمه  دروسًا في الكرامة، نحن محكومون بالأمل ، وبالصّبر ، وموعودون بالنّصر . 
لأنّ: " فلسطين عربيّة من البحر الى النّهر" هكذا  خبّرني العَندليب .
نحبكم يا أهل غزة، ونعتذر منكم عن عجزنا
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير