الجلطة القلبية أثناء وبسبب العمل.. هل هي إصابة عمل.؟

{title}
نبأ الأردن -
رحمَ الله الموظف والمعلّم في مديرية التربية والتعليم لمحافظة عجلون عيد الربضي الذي انتقل إلى رحمته تعالى إثر جلطة قلبية أصيب بها أثناء أدائه لعمله كرئيس لإحدى قاعات امتحان الثانوية العامة  خلال انعقاد جلسة الامتحان أمس السبت.
كيف ينظر الضمان إلى وفاة المرحوم الربضي وهل هي وفاة طبيعية أو يمكن اعتبارها وفاة إصابية أي ناشئة عن إصابة عمل..؟
ضمن مفهوم إصابة العمل في قانون الضمان تنحصر الإصابة في ثلاثة أشكال رئيسة:
١) المرض المهني: وهناك حصر لها في جدول خاص ملحق بقانون الضمان وعددها (58) مرضاً مهنياً، وليس من بينها الجلطة القلبية أو الأسباب المباشرة المؤدية لها.
٢) حادث العمل: وهنا لا بد من وقوع حادث يصيب المؤمّن عليه أثناء تأديته لعمله أو بسبب هذا العمل، ولا بد من عامل خارجي لوقوع الحادث، مثل أن يسقط عن مرتفع مثلاً أو يتعرض للأذى بسبب استخدام ماكنة أو آلة أو أي من أدوات العمل. وهذا هو المفهوم المباشر للحادث.
٣) حادث الطريق: وهو اي حادث يتعرض له المؤمّن عليه أثناء ذهابه من بيته إلى مكان عمله أو العكس وأثناء ذهابه لأداء أي مهمة خارج مكان عمله، والحادث هنا فد يكون حادث سير بالمركبة أو حادث أثناء السير ماشياً على قدميه.. وهكذا.
ووفقاً للمعتاد لدى مؤسسة الضمان الاجتماعي، فعلى الأغلب سيتم تكييف وفاة المرحوم الربضي كوفاة طبيعية وليست وفاة ناشئة عن إصابة عمل حتى وإن وقعت أثناء العمل، وحتى لو افترضنا أنها كانت بسبب العمل أيضاً، وهو مفهوم ضيق وتقليدي جداً لإصابة العمل.
لكنني هنا وبعيداً عن التفكير التقليدي أود القول بأنه في حال ثبتَ أن الجلطة القلبية كانت ناتجة عما يُسمّى بكرْب العمل(Job Stress) أي بسبب ضغط نفسي شديد وحالة غضب شديدة ناتجة عن العمل، وقد يكون هذا محتملاً في الحالة الماثلة أمامنا، فمن الممكن لا بل من المفترض أن يتم تكييف الوفاة كوفاة إصابية أي وفاة ناشئة عن إصابة عمل، فمن الناحية الطبية ثبتَ أن الغضب أو الكرب الشديد الناتج عن العمل قد يؤدي إلى إصابة الانسان بجلطة قلبية أو دماغية.
وعلى كل حال، فإن تكييف وفاة المرحوم الربضي كوفاة طبيعية من قبل مؤسسة الضمان وهو الأرجح، توجب استحقاقه لراتب تقاعد الوفاة الطبيعية إذا كان لديه (24) اشتراكاً فعلياً على الأقل من ضمنها (6) اشتراكات متصلة.  ويُحسَب الراتب بنسبة (50%) من متوسط أجره الخاضع للضمان خلال أل 12 اشتراكاً الأخيرة، ويُزاد بنسبة 0.5% (نصف بالمائة) منه عن كل سنة من سنوات اشتراك المؤمّن عليه بالضمان إذا تراوحت اشتراكاته ما بين 60 اشتراكاً و 119 اشتراكاً، ويُزاد بنسبة 1% (واحد بالمائة) عن كل سنة من سنوات الاشتراك إذا بلغت اشتراكاته 120 اشتراكاً فأكثر. كما يُزاد بقيمة (40) ديناراً وهي الزيادة العامة لكافة رواتب التقاعد ورواتب الاعتلال.
كما تُدفَع نفقات جنازة لذويه بقيمة 700 دينار.
رحم الله المعلم الأستاذ عيد الربضي وصادق عزائنا لعائلته وعشيرته ولأسرة التربية والتعليم.
(سلسلة معلومات تأمينية توعوية بقانون الضمان نُقدّمها بصورة مُبسّطة ويبقى القانون والأنظمة الصادرة بمقتضاه هو الأصل - يُسمَح بنقلها ومشاركتها أو الاقتباس منها لأغراض التوعية والمعرفة مع الإشارة للمصدر).
خبير التأمينات والحماية الاجتماعية 
الإعلامي والحقوقي/ موسى الصبيحي
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير