وجود مركزا لجراحة عظام إليزاروف حاجة وطنية ملحة
نبأ الأردن -
بات من المؤكد و مع التطور العالمي المتسارع في جميع مجالات الطب و الذهاب بالتخصصات الفرعية لواقع غير مسبوق من ذي قبل و الحاجة المتزايدة لعلاج حالات مرضية عقيمة ملازمة بزيارات متكررة للمستشفيات عدا عن الزيادة المضطردة في أعداد السكان كل هذا جعل توجهات القطاع الصحي في وطننا يتجه لإنشاء مراكز طبية متخصصة في عدة مجالات كان آخرها المجهود الكبير و الجبار لوزارة الصحة و الذي أنشأت بموجبه مركز دروزة لعلاج السرطان و ثم مركز السكري و الغدد في مستشفيات البشير مما نقل الواقع الصحي لوزارة الصحة نقلة نوعية غير مسبوقة و هذا وضع الأمور في نصابها الصحيح و بإشادة من الجميع .
لا يخفى على أحد أن في كل المستشفيات خاصة وزارة الصحة هنالك ضغط كبير و غير مسبوق على عيادات جراحة العظام و المفاصل حيث هو التخصص الرئيسي و مع التطور الحاصل بدأت جراحات العظام التوجه للتخصصات الفرعية و ذلك تلبية للحاجة الماسة التي تتداعى يوما بعد يوم و إنه من ضمن كل هذا الواقع هنالك تخصص يعرف العلاج بتقنية إليزاروف حيث هي تنسب لمكتشفها و مؤسسها الطبيب و العالم الروسي الكبير غابرييل إليزاروف و حيث أبدع في هذا المجال الذي ساهم به في علاج الكسور المعقدة و الغير ملتحمة و التشوهات العظمية و الخلقية و إلتهابات العظام بمختلفها وصولا لتطويل القامة و كل ما هو متعلق بها كل هذا لا يكون حله الناجح و الناجع و إختصارا للوقت و الجهد و ما يثقل خزينة الدولة ماليا و ضغطا مكررا على المستشفيات و لا سيما من عديد من المرضى النزلاء من مراكز الإصلاح و التأهيل و ما يتبعه من إثقال و جهد على كل مرتبات الأمن العام وصولا لإدخال هؤلاء المرضى بشكل مكرر للمستشفيات الحكومية و ما الى ذلك من تبعات تثقل الكاهل و الجهد و الخزينة هذا كمثال إضافة للمرضى و الأطفال و الكهول ممن يرتادون العيادات في جراحة العظام بشكل مكرر و تحت ضغط كبير على المستشفيات و الكوادر و بما يثقل أيضا الخزينة و الجهد و لأنه سيكرر لهم العلاج و التداخلات الجراحية و التي في نهاية المطاف و بشكل موثق و مثبت سيكون حلهم الأخير الأنجح و الأفضل هو العلاج بتقنيات إليزاروف .
إنه و من هذا المنطلق الوطني و الحاجة الماسة و كحلا رائدا ناجعا وجب التحرك على كافة الأصعدة لإنشاء مركز وطني متخصص في مجال تقنيات إليزاروف و ليكن توفيرا للوقت و الجهد و المال في أي مكان داخل حرم مستشفيات البشير و ليطلق عليه إسم مركز الحسين الثاني تيمنا بولي العهد حفظه الله و رعاه و ليستقطب أصحاب الخبرة في هذا المجال ممن يحملون الشهادة و الكفاءة و الخبرة في هذا المجال و ليكن مركزا شرق أوسطيا للتعليم و التدريب أيضا ليساهم و يكون بوصلة و مرجع للأطباء الأردنيين جراحي العظام و للأطباء العرب و لكل المرضى سواء من الداخل و الخارج و هذا حتما سيسهم في تعزيز السياحة العلاجية و تعزيز خزينة الدولة و يمكن إضافة أمراض هشاشة العظام و أورام العظام لهذا المركز و سيكون إنطلاقة طبية وطنية غير مسبوقة .